ولي إمرة دمشق في رجب سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة وكان ابن عمه [٣] أحمد بن علي بن الإخشيد محمد بن طغج بن جفّ صاحب مصر ، وكان صبيا [٤] فطمع الحسن أن يستولي على مصر فقصدها فلقيه وجوه دولة الإخشيدية ، وقالوا له : إن ابن عمك قد عقد له الأمر ، وقد اجتمع عليه أهل الدّولة فطمع في مال أخذه ورجع إلى الشام ، وكان يلي الرملة قبل ذلك ، فلما غلبت القرامطة على الشام ذهب إلى مصر ، فلما توجهت القرامطة إلى الإحساء في سنة ثمان وخمسين جمع أبو محمد من مصر من قواد الإخشيذية والكافورية وتوجّه إلى الشام للنصف من ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين ، ووصل إلى الرملة ، وأقام بها أياما ثم توجه إلى دمشق فوصلها لأيام خلت من رجب من هذه السنة ، وأقام بها أياما.
فلما بلغه وصول جوهر قائد الملقب بالمعز إلى مصر رجع إلى الرملة واستخلف على دمشق أبا الحسن شمول مولى كافور الإخشيذي مولى عمه الإخشيذ محمد بن طغج ورحل عنها في شعبان من هذه السّنة وصار إلى الرملة ، فلما توجه جيش المصريين [٥] إلى الشام لقيهم الحسن بن عبيد الله بظاهر الرملة في ذي الحجة من سنة ثمان وخمسين وقاتلهم فانهزم أصحابه وأخذ الحسن أسيرا وحمل إلى مصر ثم أخرج إلى الغرب إلى معزّ [٦] بن إسماعيل بن محمد [٧].