اسم الکتاب : تاريخ مدينة دمشق المؤلف : ابن عساكر الجزء : 13 صفحة : 105
رضوان صاحب الجنة. ومنذ أصاب سافلة رمحه خاصرتي أصابني وجع شديد لا حراك بي له ، فعجل إيصال هذا المال ليزول هذا الوجع عني.
فقال الحسن : فتعجبنا من ذلك وشكرنا الله سبحانه وتعالى وأصلحنا أمورنا ولم تطب أنفسنا بالمقام ، حتى لا يزورنا الأمير ولا يطلع الناس على أسرارنا ، فيكون ذلك سبب ارتفاع اسم وانبساط جاه ، ويتصل ذلك بنوع من الرياء والسمعة ، وخرجنا تلك الليلة من مصر وأصبح كلّ واحد منا واحد عصره وفريد دهره في العلم والفضل. فلما أصبح الأمير ابن طولون أتى المسجد لزيارتنا وطلبنا وأحسّ بخروجنا ، أمر بابتياع تلك المحلة بأسرها ووقفها على ذلك المسجد وعلى من ينزل به من الغرباء وأهل الفضل وطلبة العلم نفقة لهم حتى لا تختل أمورهم ، ولا يصيبهم من الخلل ما أصابنا ، وذلك كله بقوة الدين وصفوة الاعتقاد. والله سبحانه ولي التوفيق [١].
كان في الأصل في المواضع كلها : طولون ، والصواب : ابن طولون [٢].
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي ، عن أبي بكر أحمد بن الحسين ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النعمان [٣] بن النعمان بن عطاء الشيباني أبو العباس النّسوي ـ من قرية بالوز [٤] ، وهي على ثلاثة [٥] فراسخ من بلد نسا ـ وهو محدّث خراسان في عصره ، مقدّم في الثبت والكثرة والرحلة والفهم والفقه والأدب. تفقه عند أبي ثور إبراهيم بن خالد ، وكان يفتي على مذهبه وصنف المسند الكبير ، والجامع ، والمعجم وغير ذلك. وهو رواية بخراسان لمصنفات الأئمة وذكر بعض من سمع منه ومن روى عنه.
أخبرنا أبو سعيد إسماعيل بن أحمد ، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب ، قالا : أنا
[١] الخبر بطوله نقله ابن العديم ٥ / ٢٣٧٠ ـ ٢٣٧٢ وباختصار في سير الأعلام ١٤ / ١٦١ ـ ١٦٢ وفيه : الأمير طولون.
[٢] كذا وبالأصل «الأمير ابن طولون» وفي سير الأعلام : «الأمير طولون» وعقب الذهبي في سير الأعلام : رواها الحافظ عبد الغني في الرابع من الحكايات عن أبي زرعة إذنا عن الحسن بن أحمد السمرقندي ، عن بشرويه ، فالله أعلم بصحتها ، ولم يل طولون مصر ، وأما ابنه أحمد بن طولون فيصغر عن الحكاية ، ولا أعرف ناقلها ، وذلك ممكن.