responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الطبري المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 1  صفحة : 2
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الاول قبل كل أول، والآخر بعد كل آخر، والقادر على كل شئ بغير انتقال، والخالق خلقه من غير شكل ولا مثال، وهو الفرد الواحد من غير عدد، وهو الباقي بعد كل أحد، إلى غير نهاية ولا أمد، له الكبرياء والعظمة، والبهاء والعزة، والسلطان والقدرة، تعالى عن أن يكون له شريك في سلطانه وفى وحدانيته نديد، أو في تدبيره معين أو ظهير، أو أن يكون له ولد، أو صاحبة أو كفؤا أحد، لا تحيط به الاوهام ولا تحويه الاقطار، ولا تدركه الابصار، وهو اللطيف الخبير. أحمده على آلائه، وأشكره على نعمائه. حمد من أفرده بالحمد وشكر من رجا بالشكر منه المزيد، وأستهديه من القول والعمل ما يقربني منه ويرضيه وأو من به إيمان مخلص له التوحيد، ومفرد له التمجيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده النجيب ورسوله الامين اصطفاه لرسالته، وابتعثه بوحيه، داعيا خلقه إلى عبادته، فصدع بأمره، وجاهد في سبيله ونصح لامته، وعبد ه حتى أتاه اليقين من عنده، غير مقصر في بلاغ ولا وان في جهاد صلى الله عليه أفضل صلاة وأزكاها وسلم (أما بعد) فإن الله جل جلاله وتقدست أسماؤه خلق خلقه من غير ضرورة كانت به إلى خلقهم، وأنشأهم من غير حاجة كانت به إلى إنشائهم، بل خلق من خصه منهم بأمره ونهيه وامتحنه لعبادته ليعبدوه وليحمدوه على نعمه فيزيدهم من فضله ومننه ويسبغ عليهم فضله وطوله كما قال عزوجل (وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما أريد أن يطممون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) فلم يزده خلقه إياهم إذ خلقهم في سلطانه على ما لم يزل قبل خلقه إياهم مثقال ذرة ولا هو إن أفناهم وأعدمهم ينقصه إفناؤه إياهم مثقال ذرة لانه لا تغيره الاحوال،


اسم الکتاب : تاريخ الطبري المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 1  صفحة : 2
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست