اسم الکتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة الجزء : 1 صفحة : 188
عن أبيه قال : رأيت عبد الله بن حنظلة في منامي بأحسن صورة ، معه لؤلؤة ، فقلت : يا أبا عبد الرحمن ، أقتلت ؟ قال : بلى ، فلقيت ربي ، فأدخلني الجنة ، فأنا أسرح في ثمارها حيث شئت ، قلت : فأصحابك ما صنع بهم ؟ قال : هم معي ، وحول لوائي هذا الذي تري لم تحل عقدته بعد . وقال ابن سيرين رحمه الله تعالى : رأيت كثير بن أفلح رضي الله عنه في النوم ، فقلت له : ألست قد استشهدت ؟ قال : ليس في الإسلام شهادة ، ولكنها الندباء . وقال الأعرج : كان الناس لا يلبسون المصبوغ ( 2 ) من الثياب قبل الحرة ، فلما قتل الناس بالحرة استحبوا أن يلبسوها وقالوا : لقد مكث النوح في الدور على أهل الحرة سنة لا يهدءون . وقال عبد الله بن أبي بكر كان أهل المدينة أعز الناس وأهيبهم ، حتى كانت الحرة ، فأجترأ الناس عليهم فهانوا . قال الزهري : بلغ القتلى يوم الحرة من قريش والأنصار ، ومهاجرة العرب ووجوه الناس سبع مئة ، وسائر الناس عشرة آلاف . من أخلاط الناس والموالي والعبيد ، قال وأصيب نساء وصبيان وكان قدوم أهل الشام المدينة لثلاث بقين من ذي الحجة ، سنة ثلاث وستين ، فانتهبوها ثلاثا حتى رأوا هلال المحرم ، ثم أمسكوا بعد أن لم يبقوا أحدا به رمق ، وقتل بها من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثمانون رجلا ، ولم يبق بعد ذلك بدري . وقالوا : قال عيسى بن طلحة : قلت لعبد الله بن مطيع : كيف نجوت يوم الحرة ؟ قال : رأيت ما رأيت من غلبة أهل الشام ، وصنع بني حارثة الذي صنعوا من إدخالهم علينا وولي الناس ، فذكرت قول الحارث بن هشام يوم بدر ، وعلمت أنه لا يضر عدوي مشهدي ، ولا ينفع ولي ، فتواريت ، ثم لحقت بابن الزبير ، وكنت أعجب كل العجب أن ابن الزبير لم يصلوا إليه ستة أشهر ، ولم يكن معه إلا نفر يسير ، قوم من قريش من الخوارج ، وكان معنا يوم الحرة ألفا رجل ، كلهم ذوو حفاظ ، فما استطعنا أن نحبسهم يوما إلى آخر الليل . تم الجزء الأول من كتاب الإمامة والسياسة ويليه الجزء الثاني
( 1 ) المراد بالمصبوغ هنا : المصبوغ بالسواد .
اسم الکتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة الجزء : 1 صفحة : 188