وفي الدعاء " اللهم اعط كل منفق خلفا " أي عوضا عاجلا مالا أو دفع سوء وآجلا ثوابا، فكم من منفق قل ما يقع له الخلف المالي. ويقال خلف الله لك خلفا بخير، وأخلف عليك خيرا: أي أبدلك بما ذهب منك وعوضك عنه. ويقال إذا أذهب للرجال ما يخلفه مثل المال والولد " أخلف الله لك وعليك " وإذا ذهب له ما يخلفه غالبا كالاب والام قيل " خالف الله عليك ". وعن بعض الافاضل جوز بعض اللغويين أخلف بالالف بمعنى عوض في المقامين. وفى الدعاء " اللهم اخلفه في عقبه في الغابرين " قال بعض الشارحين: أخلف بالضم والكسر: العقب والولد وولد الولد والغابرين الباقين، ولعل لفظ في للسببية والمراد الدعاء بجعل الباقين من أقارب عقبه عوضا لهم عن الميت. وقولهم " هو يخالف امرأة فلان " أي يأتيها إذا غاب عنها زوجها. وفى خبر الصلاة " ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم " أي آتيهم من خلفهم. وفيه " سووا صفوفكم ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم " أي إذا تقدم بعضكم على بعض في الصفوف تأثرت قلوبكم ونشأ بينكم الخلف. والخلوف بضم الحاء على الاصح وقيل بفتحها: هو رائحة الفم المتغير، من قولهم خلف فم الصائم خلوفا من باب قعد: أي تغيرت رائحة فمه، وأخلف فوه لغة في خلف. ومنه الحديث " لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " [1]. فإن قلت: لا يتصور الطيب على الله تعالى. قلت: هو على سبيل الفرض، أي لو تصور الطيب عند الله لكان الخلوف أطيب منه. قال بعض الشراح: لما أراد رسول الله أن يبين فضل الصوم ودرجة الصائم [1] الكافي ج 4 ص 65. (*)