اسم الکتاب : شرح الرضيّ على الكافية المؤلف : الأسترآباذي، رضي الدين الجزء : 1 صفحة : 466
واعترض عليه
بأنه لا يجوز فيه العطف على الصغرى ، لأنها خبر المبتدأ ، والمعطوف في حكم المعطوف
عليه فيما يجب له ويمتنع عليه والواجب في الجملة التي هي خبر المبتدأ ، رجوع ضمير
إلى المبتدأ ، وليس في : عمرو كلمته ، ضمير راجع إلى زيد ، وبعبارة أخرى : وهي أنه
يجب في المعطوف جواز قيامه مقام المعطوف عليه ، ولو قلت : زيد كلمت عمرا ، لم يجز
، وبعبارة أخرى للأخفش ، وهي أنه لا يجوز عطف جملة لا محل لها على جملة لها محل.
واعتذر لسيبويه
بأعذار ، أحدها للسيرافي ، وهو جواب عن جميع العبارات [١] : أن غرض سيبويه ، لم يكن تصحيح [٢] المثال ، بل تبيين جملة اسمية الصدر ، فعلية العجز ،
معطوف عليها أو على الجزء منها وتصحيح المثال إليك ، بزيادة ضمير فيه ، نحو : عمرو
كلمته في داره أو لأجله أو نحو ذلك.
وإنما سكت
سيبويه عن هذا اعتمادا على علم السامع أنه لا بد للخبر إذا كان جملة من ضمير ،
فيصحح المثال إذا أراد.
وأجاب بعضهم عن
الوجه الأول ، بأنه ليس بمسلّم أن حكم المعطوف حكم المعطوف عليه فيما يجب ويمتنع ،
ألا ترى إلى قولهم : ربّ شاة وسخلتها ؛ وردّ بأن سخلتها أيضا نكرة ، كما يأتي في
باب المضمرات ، وأجيب عن الوجه الثاني بأنك تقول : زيد لقيته وعمرا ، ولو قلت :
زيد لقيت عمرا لم يجز ، فلا يلزم جواز قيام المعطوف مقام المعطوف عليه.
وأجاب أبو علي [٣] عن اعتراض الأخفش ، بأن الاعراب كما لم يظهر في المعطوف
عليه جاز أن يعطف عليه جملة لا إعراب لها.
[١] هي ما جاء أولا
في قوله : واعترض ، ثم في قوله وبعبارة أخرى ، ثم قوله : وبعبارة أخرى للأخفش
وكلها تلتقي في أن المثال غير صحيح.
[٢] معنى عبارة
السيرافي المنقولة على هامش سيبويه أن سيبويه اشتغل بتوجيه العطف على الوجهين عن
تصحيح المثال. ويتردد على ألسنة العلماء قولهم المناقشة في المثال ليست من دأب
الرجال.