اسم الکتاب : شرح الرضيّ على الكافية المؤلف : الأسترآباذي، رضي الدين الجزء : 1 صفحة : 238
والكذب ، بل الخبر عندهم ما ذكره المصنف ، وهو المجرد المسند المغاير للصفة
المذكورة.
ويدل على جواز
كونها طلبية قوله تعالى : (بَلْ أَنْتُمْ لا
مَرْحَباً بِكُمْ)[١] ، وأيضا ، اتفقوا على جواز الرفع في نحو قولهم : أما
زيد فاضربه.
وقال ثعلب : لا
يجوز أن يكون قسمية [٢] ، نحو : زيد والله لأضربنّه ، والأولى الجواز ، إذ لا
منع.
قوله : «فلا
بدّ من عائد» ، لا تخلو الجملة الواقعة خبرا من أن تكون هي المبتدأ معنى ، أو ، لا
: فإن كانت لم تحتج إلى الضمير ، كما في ضمير الشأن ، نحو : هو زيد قائم ، وكما في
قولك : مقولي : زيد قائم لارتباطها به بلا ضمير ، لأنها هو.
وإن لم تكن
إياه فلا بد من ضمير ، ظاهر أو مقدر. وقد يقام الظاهر مقام الضمير.
وإنما احتاجت
إلى الضمير ، لأن الجملة في الأصل كلام مستقل ، فإذا قصدت جعلها جزء الكلام فلا بد
من رابطة تربطها بالجزء الآخر ، وتلك الرابطة هي الضمير ، إذ هو الموضوع لمثل هذا
الغرض ، فمن ثمّ قيل في بعض الأخبار ، كما يجيء ، إن الظاهر قائم مقام الضمير.
وهذا الضمير
الرابط يجوز حذفه قياسا وسماعا فالقياس في موضع وهو أن يكون الضمير مجرورا بمن
والجملة الخبرية ابتدائية. والمبتدأ فيها جزء من المبتدأ الأول ، نحو : البر :
الكرّ [٣] بستين ، أي الكرّ منه لأن جزئيته تشعر بالضمير فيحذف الجار والمجرور معا ،
فإن كان المبتدأ الثاني نكرة فالجار والمجرور صفة له ، نحو : السّمن منوان بدرهم