اسم الکتاب : شرح الرضيّ على الكافية المؤلف : الأسترآباذي، رضي الدين الجزء : 1 صفحة : 204
اعلم أن
العاملين في التنازع على ضربين ، إذ هما إما متفقان أو مختلفان ، والمتفقان على
ثلاثة أضرب ، لأنهما إما أن يتفقا في التنازع في الفاعلية حسب ، نحو : ضربني
وأكرمني زيد ، أو في المفعولية حسب ، نحو : ضربت وأكرمت زيدا ، أو في الفاعلية والمفعولية
معا. نحو : ضرب وأكرم زيد عمرا ، ولم يذكر المصنف هذا الثالث ، لأنه يتبيّن
بالقسمين الأولين ، لأنهما إذا تنازعا في الفاعلية والمفعولية معا ، فقد تنازعا في
الفاعلية وتنازعا أيضا في المفعولية.
والمختلفان على
ضربين ، لأنه اما أن يطلب الأول الفاعلية ، والثاني المفعولية ، نحو : ضربني
وأكرمت زيدا ، أو بالعكس نحو : ضربت وأكرمني زيد ، فقوله : «مختلفين» حال من
الفعلين ، لأن معنى قوله : فقد يكون أي التنازع : فقد يتنازعان ، أي فقد يتنازع
الفعلان في الفاعلية والمفعولية مختلفين ، واحترز بقوله مختلفين ، عن القسم الثالث
من أقسام المتفقين لأنهما تنازعا في ذلك القسم في الفاعلية والمفعولية أيضا ، لكن
متفقين في التنازع ، وإنما احترز عنه ، لأن هذا القسم كما ذكرنا يتبيّن من القسمين
الأولين حتى لا يتكرر بعض الأقسام.
اختيار كل من
البصريين
والكوفيين
قال
ابن الحاجب :
«ويختار
البصريون إعمال الثاني ، والكوفيون الأول».
قال
الرضى :
أي البصريون
يقولون : المختار إعمال الثاني مع تجويز إعمال الأول. وكذا الكوفيون : يختارون
إعمال الأول مع تجويز إعمال الثاني.
وإنما اختار
البصريون إعمال الثاني لأنه أقرب الطالبين إلى المطلوب فالأولى أن
اسم الکتاب : شرح الرضيّ على الكافية المؤلف : الأسترآباذي، رضي الدين الجزء : 1 صفحة : 204