اسم الکتاب : الصحاح تاج اللغة و صحاح العربية المؤلف : الجوهري، أبو نصر الجزء : 6 صفحة : 2276
أبو عمرو: خرج القوم بآيَتِهِمْ، أى بجماعتهم لم يَدعُوا وراءهم شيئاً.
و معنى الآية من كتاب اللّٰه تعالى جماعةُ حُرُوفٍ. و أنشد لبُرْج بن مُسْهِر الطائىّ:
خَرجْنا من النَقْبَيْنِ لا حَىَّ مثلُنَا * * * بآيتنا نُزْجِى الِلقَاحَ المَطافِلا
و تَأَيَّا، أى توقَّف وَ تَمَكّثَ، تقديره تَعَيَّا.
يقال: ليس منزلكم هذا منزل تَئِيَّةٍ، أى منزل تَلَبُّثٍ و تَحَبُّسٍ. قال الحُوَيْدِرةُ:
و مُناخِ غيرِ تَئِيَّةٍ عَرَّسْتُهُ * * * قَمِنٍ من الحِدْثَانِ نابِى المَضْجَعِ
و (أَىُّ): اسمٌ معرَبٌ يُسْتَفْهَمُ به و يجَازَى، فيمن يعقل و فيما لا يعقل. تقول:
أَيُّهُمْ أخوك؛ و أَيُّهُمْ يكرمْنى أُكْرِمْهُ. و هو معرفةٌ للاضافة، و قد تُتْرَكُ الإضافة و فيه معناها.
و قد يكون بمنزلة الذى فيَحتاج إلى صلةٍ، تقول:
أَيُّهُمْ فى الدار أخوك.
و قد يكون نعتاً للنكرة، تقول: مررت برجُلٍ أىِّ رجلٍ و أيِّما رجل، و مررت بامرأةٍ أيّةِ امرأة و بامرأتين أَيَّتما امرأتين. و هذه امرأة أَيَّةُ امرأةٍ و امرأتان أَيَّتُمَا امرأتين. و ما زائدة.
و تقول فى المعرفة: هذا زيدٌ أَيَّمَا رجلٍ، فتنصب أَيًّا على الحال. و هذه أَمَةُ اللّٰهِ أَيَّتَمَا جاريةٍ.
و تقول: أَىُّ امرأةٍ جاءتك و جاءك، و أَيَّةُ امرأةٍ جاءتك. و مررت بجاريةٍ أَىِّ جاريةٍ [1].
و جئتك بمُلَاءَةٍ أَىِّ مُلَاءَةٍ و أَيَّةِ مُلَاءَةٍ؛ كُلٌّ جائزٌ. قال اللّٰه تعالى: وَ مٰا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ.
و أَىُّ قد يُتَعَجَّبُ بها. قال جميل:
بُثَيْنَ الْزَمِى لا إنَّ لا إنْ لَزِمْتِهِ * * * على كثرةِ الواشينَ أَىُّ مَعُونِ
قال الفراء: أَىٌّ يعمل فيه ما بعده و لا يَعمل فيه ما قبله، كقوله تعالى: (لِنَعْلَمَأَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصىٰ) فرفع. و قال: وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُواأَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ، فنصبه بما بعده.
و أمّا قول الشاعر:
تَصِيح بنا حنيفةُ إِذْ رَأَتنا * * * و أَىَّ الأرضِ نَذهب للصِيَاحِ
فإنَّما نصبه لنزع الخافض، يريد: إلى أَىِّ الأرض؟
قال الكسائى: تقول: لَأَضْرِبَنَّ أَيُّهُمْ فى الدار، و لا يجوز أن تقول: ضربتُ أَيُّهم فى الدار؛ ففرَّق بين الواقع و المتوقَّع المنتظَر.
و إذا ناديتَ اسماً فيه الألف و اللام أدخلتَ بينه و بين حرف النداء أَيُّهَا، فتقول: يا أَيُّهَا