اسم الکتاب : الصحاح تاج اللغة و صحاح العربية المؤلف : الجوهري، أبو نصر الجزء : 6 صفحة : 2260
فقلتُ لِكَنَّازٍ تَوَكَّلْ [1] فإنَّه * * * أُبًى لا إَخالُ الضأنَ منه نَواجيا [2]
و يقال: أخذه أُبَاءٌ، على فُعَالٍ بالضم، إذا جعل يَأْبَى الطعام.
و قولهم فى تحيَّة الملوك فى الجاهلية: أبيتَ اللَعْنَ، قال ابن السكِّيت: أى أبَيتَ أن تأتىَ من الأمور ما تُلْعَنُ عليه.
و الأَبُ
أصله أَبَوٌ بالتحريك، لأنَّ جمعه آباءٌ، مثل قَفاً و أَقْفَاءٍ و رَحًى و أَرْحَاءٍ، فالذاهب منه واوٌ، لأنَّك تقول فى التثنية: أَبَوَانِ. و بعض العرب يقول أَبَانِ على النَقْصِ، و فى الإضافة أَبَيْكَ، و إذا جمعت بالواو و النون قلت أَبُونَ، و كذلك أَخُونَ و حَمُونَ و هَنُونَ. قال الشاعر:
فلمَّا تَعَرَّفْنَ أصواتَنا * * * بَكَيْنَ و فَدَّيْننا بالأَبِينَا
و على هذا قرأ بعضهم: إلَهَ أَبِيكَ إبراهيمَ وَ إِسْمٰاعِيلَ وَ إِسْحٰاقَ يريد جمع أَبٍ، أى أَبِينَكَ فحذف النون للإضافة.
و يقال: ما كنتَ أَباً و لقد أَبَوْتَ أُبُوَّةً.
و ما له أَبٌ يَأْبُوهُ، أى يَغْذُوهُ و يُرَبّيهِ.
و النسبة إليه أَبَوىٌّ.
و الأَبَوَانِ: الأبُ و الأُمُّ.
و بينى و بين فلان أُبُوَّةٌ. و الأُبُوَّةُ أيضاً:
الآبَاءُ، مثل العمومة و الخُؤُولة.
و كان الأصمعى يروى قول أبي ذؤيب:
لو كان مِدْحَةُ حَىٍّ أَنْشَرَتْ أَحَداً * * * أَحْيَا أُبُوَّتَكَ الشُمَّ الأَمادِيحُ
و غيره يرويه:
«أَبَاكُنَّ يا لَيْلىَ الأَماديحُ»
. و قولهم: يا أَبَةِ افْعَلْ، يجعلون علامة التأنيث عوضاً عن ياء الإضافة، كقولهم فى الأُمّ: يا أُمّهْ، و تقف عليها بالهاء، إلّا فى القرآن فإنَّك تقف عليها بالتاء اتِّباعاً للكتاب.
و قد يقف بعض العرب على هاء التأنيث بالتاء فيقولون: يا طَلْحَتْ.
و إنّما لم تسقط التاء فى الوصل من الأبِ و سقطت من الأمّ إذا قلت يا أُمّ أَقْبِلِى، لأنَّ الأَبَ لما كان على حرفين كان كأنَّه قد أُخِلَّ به، فصارت الهاء لازمةً و صارت الياء كأنَّها بعدها.