كأَنّ حُدُوجَ المَالِكِيَّةِ غُدْوَةً * * * خَلايا سَفِينٍ بِالنَّوَاصِفِ من دَدِ

و قال الأصمعى: النَّوَاصِفُ: رحابٌ [1].

و النَّصِيفُ: الخمارُ. قال النابغة:

سَقَطَ النَّصِيفُ و لم تُرِدْ إسْقاطَهُ * * * فتَنَاوَلَتْهُ و اتَّقَتْنَا باليَدِ

و النَّصِيفُ: نِصْفُ الشئ. و النَّصِيفُ:

مكيالٌ، و منه قول الشاعر [2]:

لم يَغْذُهَا مُدٌّ و لا نَصِيفُ * * * و لا تُمَيْرَاتٌ و لا تَعْجِيفُ [3]

وفى الحديث: «ما بلغتم مُدَّ أحدِهم و لا نَصِيفَهُ».

و نَصَفْتُ الشئ، إذا بلغت نِصْفَهُ. تقول:

نَصَفْتُ القرآن، أى بلغت النِّصْفَ. و نَصَفَ عُمرَهُ، و نَصَفَ الشيبُ رأسَه، و نَصَفَ الإزار ساقَه. قال أبو جُندبٍ الهذلىّ:

و كنتُ إذا جَارى دَعَا لمَضُوفَةٍ * * * أُشَمِّرُ حتّى يَنْصُفَ الساقَ مِئْزَرِى

و نَصَفَ النهارُ و انْتَصَفَ بمعنىً، و منه قول المُسَيَّبِ بن عَلَسٍ يذكر غائصا:

نَصَفَ النهارُ الماءُ غَامِرُهُ * * * و رَفِيقُهُ بالغيب لا يَدْرِى

يعنى «و الماء غامِرُه» فحذف واو الحال.

و نَصَفَهُمْ يَنْصُفُهُمْ نِصَافاً و نِصَافَةً، عن يعقوب، أى خَدَمَهُمْ. قال لبيد:

لها غَلَلٌ من رازِقِىّ و كُرْسُفٍ * * * بأَيْمَانِ عُجْمٍ يَنْصُفُونَ المَقاوِلا

قوله لها، أى لظروف الخمر.

و المَنْصَفُ بالفتح: نِصْفُ الطريق.

و الْمِنْصَفُ [4] بكسر الميم: الخادمُ. هذا قول الأصمعى. و الجمع مَنَاصِفُ.

و أَنْصَفَ النهارُ، أى انْتَصَفَ. و أَنْصَفَ، أى عدل. يقال: أَنْصَفَهُ من نفسه، و انْتَصَفْتُ أنا منه.

و تَنَاصَفُوا، أى أَنْصَفَ بعضُهم بعضاً من نفسه. و منه قول الشاعر [5]:

أَنِّى غَرِضْتُ إلى تَنَاصُفِ وَجْهِها * * * غَرَضَ المُحِبِّ إلى الحبيبِ الغائبِ [6]

[1] فى اللسان: «رحاب من الأرض».

[2] سلمة بن الأكوع.

[3] بعده:

لكن غَذَاهَا اللبن الخريف * * * المَحْضُ و القَارِصُ و الصَرِيفُ

[4] فى القاموس: و المنصفُ كمَقْعَدٍ و مِنْبَرٍ:

الخَادِمُ.

[5] هو ابن هرمة.

[6] قبله:

مَنْ ذَا رسولٌ ناصحٌ فمُبَلِّغٌ * * * عَنِّى عُلَيَّةَ غير قيلِ الكَاذِبِ