و قولهم: «كأنَّ على رءوسهم الطَّير» إذا سكَنُوا من هيبة. و أصلُه أنَّ الغرابَ يقع على رأس البعير فيلتقطُ منه الحَلَمة و الحَمْنانة، فلا يُحَرِّك البعيرُ رأسه لئلا ينفر منه الغراب.
و طَارَ يَطِيرُ طَيْرُورَةً و طَيَرَانًا.
و أَطَارَهُ غيره، و طَيَّرَهُ و طَايَرَهُ بمعنىً.
و من أمثالهم فى الخِصب و كثرة الخَير قولُهم:
«هم فى شىءٍ لا يَطِيرُ غرابُه».
و يقال: أُطِيرَ الغرابُ فهو مُطَارٌ. قال النابغة:
و لِرهطِ حَرَّاب و قِدٍّ سَورةٌ * * * فى المَجْد ليس غرابُها بمُطَارِ
و فى فلان طَيْرَةٌ و طَيْرُورَةٌ، أى خِفّةٌ و طيش.
قال الكميت:
و حلمُكَ عزُّ إذا ما حَلُمْتَ * * * و طَيْرَتُكَ الصابُ و الحَنْظَلُ
و منه قولهم: ازْجُرْ أَحْنَاءَ طَيْرِكَ، أى جوانبَ خفّتك و طيشك.
و تَطَايَرَ الشىءُ: تفرَّق.
و تطاير الشىء: طال. وفى الحديث: «خُذْ ماتَطَايَرَ من شَعرك»
. و اسْتَطارَ الفجرُ و غيره: انتَشَر.
و استُطِيرَ الشىءُ، أى طُيِّرَ. و قال الراجز:
* إذا الغبارُ المُسْتَطَارُ انْعَقَّا*
و تَطَيَّرْتُ من الشىء و بالشىء. و الاسم منه الطِّيَرةُ مثال العِنَبَةِ، و هو ما يُتَشَاءَمُ به من الفأل الردىء. وفى الحديث: «أنَّه كان يحبُّ الفأل و يكرهالطِّيَرَةُ»
. و قوله تعالى: قٰالُوااطَّيَّرْنٰا بِكَ، أصله
[1] لزبان بن سيار الفزارى، كما فى الحيوان 3: 447 بتحقيق هارون.
اسم الکتاب : الصحاح تاج اللغة و صحاح العربية المؤلف : الجوهري، أبو نصر الجزء : 2 صفحة : 728