أى ما تأمر به نفسُه فيرى أنه رشدٌ، فربَّما كان هلاكه فى ذلك.
و يقال: ائْتَمَرُوا به، إذا هَمُّوا به و تشاوَرُوا فيه.
و الائْتِمارُ و الاستئمارُ: المشاورة. و كذلك التَآمُرُ، على وزن التَفاعُلِ [1]. و أما قول الشاعر [2]:
و بِآمِرٍ و أَخِيهِ مُؤْتَمِرٍ * * * وَ مُعَلِّلٍ وَ بِمُطْفِئ الْجَمْرِ [3]
فهما يومان من أيّام العجوز، كان الأوّل منهما يأمر الناسَ بالحَذَر، و الآخر يشاورهم فى الظَعْن أو المُقام.
قال الأصمعى: الأَمَارُ و الأَمَارَةُ: الوقتُ و العلامةُ. و أنشد:
* إلى أَمَارٍ و أَمَارِ مدَّتِى 1*
و الأَمَرُ بالتحريك: جمعُ أَمَرَةٍ، و هى العَلَمُ الصغير من أعلام المفاوز من الحجارة. و قال أبو زُبَيد:
* إنْ كان عثمانُ أَمْسَى فوقه أَمْرٌ 2*
و رجلٌ إمَّرٌ و إمَّرَةٌ، أى ضعيف الرأى يأتمر لكلِّ أحدٍ، مثال إمَّعٍ و إمَّعَةٍ. و قال امرؤ القيس 3.
و لَسْتُ بذى رَثْيَةٍ إِمَّرٍ * * * إذا قيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبَا
و الإِمَّرُ أيضا: الصغيرُ من وَلَدِ الضأنِ؛ و الأنثى إمَّرَةٌ. يقال: ما له إمَّرٌ و لا إمَّرَةٌ، أى شىءٌ. قال الساجع: «إذا طَلَعَتِ الشِعْرَى سَفَرا، فلا تَعْذُونَّ إمَّرَةً و لا إمَّرا 4».
[6] (3) امرؤ القيس بن مالك الحميرى، من قصيدة، و قبله:
فلَسْتُ بخِزْرَافَةٍ فى القُعُودِ * * * و لَسْتُ بطَيَّاخَةٍ أَخْدَبا
الرثية: مرض المفاصل. أصحب: أطاع. الخزرافة:
من لا يحسن القعود فى المجالس، و الكثير الكلام.
و الطياخة: مبالغة فى الطيخ، و هو الحمق. و الأخدب:
الطويل الأهوج الذى يركب رأسه.
[7] (4) السجع بتمامه كما فى مجالس ثعلب 558 بتحقيق عبد السلام هارون: «إذا طلعت الشعرى سفراً، و لم تر فيها مطراً، فلا تلحق فيها إمرة و لا إمراً، و لا سقيباً ذكراً».
اسم الکتاب : الصحاح تاج اللغة و صحاح العربية المؤلف : الجوهري، أبو نصر الجزء : 2 صفحة : 582