اسم الکتاب : الصحاح تاج اللغة و صحاح العربية المؤلف : الجوهري، أبو نصر الجزء : 1 صفحة : 110
و حِسَابَةً، إذا عَدَدْتَه. و أنشد ابن الأعرابى [1]:
يا جُمْلُ أسقاكِ [2] بلا حِسَابَهْ * * * سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنُ الرِبَابَهْ
قَتَلْتِنِى بالدَلِّ و الخِلَابَه
أى بلا حساب و لا هِنْدازٍ. و يجوز فى حَسَنٍ الرفع و النصب و الجر.
و المعدود محسوبٌ و حَسَبٌ أيضاً، و هو فَعَلٌ بمعنى مفعول، مثل نَفَضٍ بمعنى منفوضٍ. و منه قولهم: ليَكُنْ عمُلكَ بحَسَبِ ذلك، أى على قَدْرِهِ و عدده.
قال الكسائى: ما أدرى ما حَسَبُ حديثك، أى ما قَدْرُهُ، و ربما سُكِّنَ فى ضرورة الشعر.
و الحَسَبُ أيضاً: ما يعدُّه الإنسان من مفاخر آبائه. و يقال: حَسَبُهُ دِينُهُ، و يقال مالُهُ. و الرجل حسيبٌ، و قد حَسُبَ بالضم حَسَابَةً، مثل خَطُبَ خَطَابَةً.
قال ابن السكيت: الحسب و الكرم يكونان فى الرجل و إن لم يكن له آباء لهم شرفٌ. قال:
و الشَرف و المجد لا يكونان إلا بالآباء.
و حاسَبْتُه من المحاسبة. و احتسبت عليه كذا، إذا أنكرته عليه. قاله ابن دريد. و احتسبت بكذا أجراً عند اللّٰه، و الاسم الحِسْبة بالكسر و هى الأجر و الجمع الحِسَب. و فلان محتسِب البلد، و لا تقل مُحْسِب. و احتسَبَ فلانٌ ابناً له أو بنتاً، إذا ما مات و هو كبير، فإن مات صغيراً قيل افترطه.
و يقال أيضاً إنه لحَسَنُ الحِسبة فى الأمر، إذا كان حَسَنَ التدبير له. و الحِسبة أيضاً من الحساب مثل القِعْدَةِ و الرِكْبَةِ و الجِلْسَة. قال النابغة:
فَكَمَّلَتْ مِائَةً فيها حَمَامَتُهَا * * * و أَسْرَعَتْ حِسْبَةً فى ذلك العَدَدِ
و أحسَبَنِي الشيء، أى كفاني. و أحسبتُهُ و حَسَّبْتُهُ بالتشديد بمعنىً، أى أعطيته ما يرضيه.
قال الشاعر 1:
و نُقْفِى وَلِيدَ الحَىِّ إن كان جائعاً * * * و نُحْسِبُهُ إن كان ليس بجائِع
أى نعطيه حتى يقول حَسْبِي. و حَسْبُكَ دِرْهمٌ أى كفاك، و هو اسمٌ.
و شَىْءٌ حِسَابٌ، أى كافٍ. و منه قوله تعالى:
عَطٰاءًحِسٰاباً، أى كافياً.
و تقول: أعطى فأحْسَبَ، أى أَكْثَرَ.
و هذا رجل حَسْبُكَ من رجلٍ، و هو مدح للنَكِرَةِ لأن، فيه تأويل فَعْل كأنه قال مُحْسِبٌ لك، أى كافٍ لك من غيره، يستوى فيه الواحد و الجمع