responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مكاتيب الرسول(ص) المؤلف : الأحمدي الميانجي، الشيخ علي    الجزء : 3  صفحة : 551

" في غبطة و سرور" الغبطة بكسر الغين المعجمة حسن الحال و المسرة، و تمني نعمة يراها في آخرين من دون أن يتمنى زوالها عن صاحبها، و تخالف الحسد بأن الحسد تمني زوال النعمة عن الغير، و الغبطة تمني النعمة لنفسه أيضا من دون تمني زوالها عن الغير، فالمراد هنا: متعك الله بالولد في حسن حال و سرور، أو في حال تغبط على هذه النعمة.

الغبطة حالة حسنة ممدوحة في الانسان تبعثه على العمل و التكامل في الدنيا و الآخرة، و الحالة المذمومة أن لا يتمن الخير أصلا، أو يتمنى ذلك و لكن يقارنه حب زوال النعمة عن الغير، فالغبطة هي النمط الأوسط بين طرفي الافراط و التفريط.

قال السيد في شرح الصحيفة في الروضة الثامنة:" الحسد كراهية نعمة الغير و تمني زوالها عنه، و قيل: هو عبارة عن فرط حرص المرء...(1)(" و قال الراغب:

الحسد تمني زوال نعمة من مستحق لها و ربما كان مع ذلك سعي في إزالتها.

أقول: الانسان مجبول على جلب الخير و النفع و دفع الشر و الضر، و له إدراكهما بما جبله الله بذلك، فإن كان الانسان لا يدرك النفع و الضر فهو ناقص الفطرة فهو معيوب، و إن أدركهما و لكن ليس له رغبة في جلب الخير و دفع الشر، فهو أيضا ناقص معيوب، فكلا الحالين يلزمه دفعهما مهما أمكن، إذ الانسان في هاتين الحالتين الطارئتين على خلاف ما فطر الله سبحانه لا يمكنه تحصيل الكمال بل.


(1) قال السيد ((رحمه الله)) في الشرح 337: 2: و قال الراغب: الذي ينال الانسان بسبب خير يصل إلى غيره إذا كان على سبيل التمني أن يكون له مثله فهو غبطة، و إذا كان مع ذلك سعي منه في أن يبلغ هو مثل ذلك من الخير أو ما هو فوقه فمنافسة، و كلاهما محمودان، و إن كان مع ذلك سعي في إزالتها فهو حسد، و هو الحرام المذموم، و الحاسد التام: هو الخبيث النفس الساعي في إزالة نعمة مستحقة من غير أن يكون طالبا ذلك لنفسه، و لذلك قيل: الحاسد قد يرى زوال نعمتك نعمة عليه... و عنه ((صلى الله عليه و آله)): المؤمن يغبط، و المنافق يحسد، فحمد الغبطة و قال تعالى:" و في ذلك فليتنافس المتنافسون" (عن الذريعة للراغب:

182.

اسم الکتاب : مكاتيب الرسول(ص) المؤلف : الأحمدي الميانجي، الشيخ علي    الجزء : 3  صفحة : 551
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست