أخذ ((صلى الله عليه و آله)) في بيان المعاهدة مع اليهود بقوله ((صلى الله عليه و آله))" و أن اليهود ينفقون" و ظاهر ألفاظ النص أن المراد من اليهود هنا هم الذين تهودوا من الأنصار دون يهود قريظة و النضير و قينقاع، و الغرض بيان حريتهم في دينهم و حرمتهم في أموالهم و أنفسهم، و أنهم امة مع المؤمنين، و بيان أنهم ينفقون مع المؤمنين في الحرب على من دهم المدينة فعليهم نفقتهم في الحرب كما أن على المسلمين نفقتهم.
" و أن يهود بني عوف" شرع ((صلى الله عليه و آله)) في ذكر الروابط الحسنة الاجتماعية القائمة بين المسلمين و بين هؤلاء اليهود بقوله ((صلى الله عليه و آله)):" أنهم امة مع المؤمنين، لهم دينهم و للمسلمين دينهم، و أن موالي كل واحد منه" بمعنى أنه داخل في هذا العهد، و أن له دينه، و إنما استثنى الظالم الآثم، و أنه لا يهلك إلا نفسه و هو واضح، و أما إهلاكه أهل بيته فلعله لأجل أن أهل بيته إن كانوا بالغين تعصبوا له فيهلكون، و إن كانوا صغارا فيصيرون عبيدا و إماء في أيدي المسلمين، و إن كانوا بالغين و لم يتعصبوا له فهم على عهدهم، و أن قومه لا يؤاخذون بإثمه و ظلمه، و لا تزر وازرة وزر اخرى.
أوتغ يوتغ بالواو بعدها التاء، و به صرح في النهاية قال: و منه الحديث:" فإنه لا يوتغ إلا نفسه" أي يهلكه، و في بعض النسخ:" لا يوقع" و في بعضها:" لا يوبق".
و المعنى واحد و الأصح الأول.
خص يهود بني عوف بذكر الشروط ثم عطف عليهم سائر الطوائف، و يظهر من النص أن بني عمرو بن عوف و بني النبيت لم يكن فيهم يهود.
" و أن ليهود بني ثعلبة" هذه الجملة موجودة في سيرة ابن هشام و البداية.