responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر و دلائل الحجج على البشر المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 547

الأباطيل و الأضاليل، فلاح الغضب في وجه أمير المؤمنين- (عليه السلام)- و التفت إلى عمّار- (رضي الله عنه)- و قال: اركب جملك، و طف في قبائل الكوفة و قل لهم:

أجيبوا عليّا لتعرفوا الحقّ من الباطل و الحلال من الحرام.

قال ميثم: فركب عمّار و خرج فما كان إلّا هنيئة حتى رأيت العرب كما قال اللّه تعالى: إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ‌ [1] فضاق جامع الكوفة [بهم‌] [2] و تكاثف الناس كتكاثف الجراد على الزرع الغض [في أوانه‌] [3]، فنهض العالم الأورع‌ [4]، و البطين الأنزع- (عليه السلام)- و رقى من المنبر مراق‌ [5]، ثمّ تنحنح فسكت الناس، فقال:

رحم اللّه من سمع فوعى، و نظر فاستحى، أيّها الناس إنّ معاوية يزعم أنّه أمير المؤمنين، و أن لا يكون الإمام إماما حتى يحيي الموتى، أو ينزل من السماء مطرا، أو يأتي بما يشاكل ذلك ممّا يعجز عنه غيره، و فيكم من يعلم أنّي الكلمة التامّة، و الآية الباقية، و الحجّة البالغة، و لقد أرسل إليّ معاوية جاهليّا من جاهليّة العرب، ففسح في كلامه، و عجرف في مقاله، و أنتم تعلمون أنّي لو شئت لطحنت عظامه طحنا، و نسفت‌ [6] الأرض نسفا، و خسفتها عليه خسفا، إلّا أنّ احتمال الجاهل صدقة عليه.

ثمّ حمد اللّه و أثنى عليه و صلّى على النبيّ- (صلى اللّه عليه و آله)- و أشار بيده [اليمنى‌] [7] إلى الجوّ، فدمدم و أقبلت غمامة، و علت سحابة سقت بهديها [8]، و سمعنا منها قائلا يقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين، و يا سيّد الوصيّين، و يا


[1] يس: 53.

[2] من المصدر و النوادر.

[3] من المصدر و النوادر.

[4] كذا في المصدر و النوادر، و في الأصل: الأروع.

[5] مراق: درجات.

[6] في المصدر: نفست الأرض نفسا، و هو مصحّف.

[7] من المصدر.

[8] كذا في المصدر، و في الأصل: جماعة و علت سحابة أسقت يهذبها.

اسم الکتاب : مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر و دلائل الحجج على البشر المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 547
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست