اسم الکتاب : شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار المؤلف : القاضي النعمان المغربي الجزء : 1 صفحة : 405
حرب صفين
فأما ما كان بينه
وبين معاوية فقد ذكرت جملة قول علي صلوات الله عليه في ذلك ، ومما لم أذكره من
جملة ما أردت إثباته وبسطه في هذا الكتاب ، وذلك أن عليا صلوات الله عليه لما فرغ
من حرب أصحاب الجمل وقد كان أراد عزل معاوية عن الشام ، فدسّ إليه من يسأله في
إثباته في ولايته ، فأبى عليه من ذلك ، وأشار عليه بعض من ينصح له عليهالسلام ، وقيل إن عبد
الله بن العباس فيمن أشار عليه بذلك ( أن يكتب إليه بعهده فإذا دعا له وأخذ بيعته
على الناس عزله ) [١] فقال علي صلوات الله عليه : إن هذا لهو الرأي العاجل ،
فأما فيما بيني وبين الله عزّ وجلّ ، فما أجد لنفسي في ذلك عذرا « وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ
الْمُضِلِّينَ عَضُداً » [٢].
فكتب إليه لما فرغ
من أصحاب الجمل يدعوه الى الدخول فيما دخل الناس فيه ـ من بيعته والقدوم عليه ـ ،
فأبى معاوية من ذلك. وأتاه عمرو بن العاص يوافقه على رأيه ، ووعده معاوية أن
يولّيه مصر وأشركه في أمره فلا يخرج عن رأيه. وكان عمرو داهية من دواهي العرب.
وعلم أن ليس له عند علي صلوات