اسم الکتاب : شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار المؤلف : القاضي النعمان المغربي الجزء : 1 صفحة : 304
[ فتح مكة
]
وأما ما كان منه
في فتح مكة.
[٢٨٤] فما رواه
محمد بن سلام باسناده عنه ، أنه قال صلوات الله عليه : إن رسول الله صلوات الله عليه
وآله لما توجه لفتح مكة أحبّ أن يعذر إليهم وأن يدعوهم الى الله عز وجل آخرا كما
دعاهم أولا ، فكتب إليهم كتابا يحذرهم وينذرهم عذاب ربهم ويعدهم من الله الصفح
عنهم ونسخ فيه لهم من أول سورة براءة [١] ليقرأ عليهم ، ثم
ندب أبا بكر إليه ليوجهه بها به.
فهبط عليه جبرائيل
عليهالسلام ، فقال : يا محمّد إنه لا يؤدي عنك إلا رجل منك ، فأنبأني رسول الله صلوات
الله عليه وآله بذلك. ووجهني في طلب أبي بكر بعد أن أنفذه بالصحيفة ، فأخذتها منه
وأتيت أهل مكة ـ وأهلها يومئذ ليس منهم أحد [٢] إلا وقد وترته
بحميم له ـ. فلو قدر أن يجعل على كل جبل مني إربا لفعل ، ولو أن يبذل ماله ونفسه
وولده وأهله ، فأبلغتهم رسالة النبيّ صلوات الله عليه وآله ، فأقرأتهم كتابه. وكل
يلقاني بالتهديد والوعيد ويبدي لي البغضاء ويظهر لي الشحناء من
[١] وفي كتاب
الاختصاص للمفيد ص ١٦٢ : ونسخ لهم في آخر سورة براءة.