اسم الکتاب : شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار المؤلف : القاضي النعمان المغربي الجزء : 1 صفحة : 114
عليه وآله الى
المدينة استخلف عليا عليهالسلام في أهله ، وأمر بأن يقضى عنه دينه ويؤدي ما كان عنده من
وديعة وأمانة الى من كان له ذلك وكان بذلك خليفته في حياته وبعد وفاته ووصيّه كما
ذكر ذلك صلىاللهعليهوآله ، فمن ادعى الخلافة غيره أبطل هذا دعواه.
ومما قضى عنه من
الدين دين الله عز وجل الذي هو أعظم الديون وذلك ما كان افترضه عليه ، فقبض صلوات
الله عليه وآله قبل أن يقضيه وأوصى عليا عليهالسلام بقضائه عنه وذلك قول الله عز وجل : « يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ »
[١] ، فجاهد الكفار في حياته. وأمر عليا عليهالسلام أن يجاهد
المنافقين بعد وفاته ، فجاهدهم وقضى بذلك دين رسول الله صلىاللهعليهوآله الذي هو أعظم [
ما ] كان عليه لربه تعالى.
[٣٧] ومن ذلك ما
روي عنه عليهالسلام إنه قال : أمرني رسول الله صلىاللهعليهوآله بجهاد الناكثين ، فجاهدتهم ( وهم أصحاب طلحة والزبير )
بايعوني راغبين طائعين ، ثم نكثوا بيعتهم بغير سبب أوجب ذلك ، وأمرني بقتال
القاسطين فقاتلتهم ( وهم أصحاب الشام معاوية وأصحابه ) ، وقال عليهالسلام : وأمرني أن
اقاتل المارقين فقاتلتهم ( وهم الخوارج ، أهل النهروان ).
[ ضبط الغريب ]
القسوط في اللغة :
الميل عن الحق. قال الله عز وجل : « وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ
حَطَباً » [٢] ، ومنه اشتق القسط : وهو اعوجاج القدمين وانضمام الساقين ، والقسط خلاف الفجج
، والإقساط خلاف القسوط ، الاقساط العدل