responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار(ع) المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 2  صفحة : 56

(عليه السلام) هرب به أبوه من الملك الطاغي، فوضعته أمّه بين أثلاث‌ [1] بشاطى‌ء نهر يتدفّق يقال له: حرزان‌ [2]، بين غروب الشمس و إقبال الليل، فلمّا وضعته و استقرّ على وجه الأرض، قام من تحتها، يمسح وجهه و رأسه، و يكثر من شهادة أن لا إله إلّا اللّه، ثمّ أخذ ثوبا فامتسح به، و أمّه تراه فذعرت منه ذعرا شديدا، ثمّ مضى يهرول بين يديها مادّا عينيه إلى السماء، فكان منه ما قال اللّه عزّ و جلّ: وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى‌ كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي‌ إلى قوله:

إِنِّي بَرِي‌ءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ‌ [3].

و علمتم أن موسى بن عمران (عليه السلام) كان فرعون في طلبه يبقر بطون النساء الحوامل، و يذبّح الأطفال، ليقتل موسى (عليه السلام)، فلمّا ولدته أمّه، أمرت أن تأخذه من تحتها و تقذفه في التّابوت، و تلقي التابوت في اليمّ، فبقيت حيرانة حتّى كلّمها موسى (عليه السلام)، و قال لها: يا أمّ اقذفيني في التابوت، و ألقي التابوت في اليمّ.

فقالت و هي ذعرة من كلامه: يا بنيّ إنّي أخاف عليك من الغرق، فقال لها: لا تحزني إنّ اللّه رادّي‌ [4] إليك، ففعلت ما أمرت به، فبقي في التابوت‌ [5] و اليمّ إلى أن قذفه في الساحل، وردّه إلى أمّه برمّته‌ [6]، لا يطعم طعاما، و لا يشرب شرابا، معصوما.

و روي أنّ المدة كانت سبعين يوما، و روي سبعة أشهر.


[1] في المصدرين: أثلاث، يحتمل أنّه مصحّف و الصحيح ثلال (بكسر الثاء المثلثة) جمع الثلة (بفتح الثاء و اللام المشدّدة) و هي ما أخرج من تراب البئر.

[2] ليس جملة (يقال له حرزان) في المصدر. نعم هي في البحار.

[3] الأنعام: 75- 76- 78.

[4] في البحار: يردّني.

[5] في البحار: فبقي في اليمّ.

[6] برمّته: أي بجملته.

اسم الکتاب : حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار(ع) المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 2  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست