responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أنصار الحسين المؤلف : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 210

لقد كان أئمة أهل البيت يدركون بوضوح تام أن القوى التي يعتمد عليها العلويون قوى منهكة ، لا تستطيع أن تقود حركة ثورية ، في رقعة جغرافية واسعة النطاق ، إلى نهاية مظفرة ، ومن ثم فإن حركة ثورية تعتمد على هذه القوى محكوم عليها بالفشل الذي يتعداها ليكون نقمة تنزل بالامة كلها من قبل النظام الاموي.

وكانوا يدركون في مقابل ذلك أن العناصر المؤهلة للقيام بحركة ثورية ناجحة هي عناصر غير إسلامية غالبا ولذا فلم يجوزوا لانفسهم التعامل معها ، وإن كانوا لم يقفوا في وجه حركتها ذات القيادة العباسية ، فقد كان إسقاط النظام الاموي مطلبا تاريخيا وحضاريا لا يمكن الوقوف في وجهه ، وكانوا يدركون أن الاسلام سيذوب كل الجماعات المشبوهة من حيث عقيدتها ، ويدمجها في الامة الاسلامية ، دينا وحضارة.

لقد ثبت أئمة أهل البيت على موقفهم هذا في العهد العباسي ، وأمروا شيعتهم بتجنب المساهمة في هذا النشاط. وكانوا ينصحون بني عمهم من العلويين بتجنب القيام بالثورات ذات المصير المحكوم عليه بالفشل ، دون أن يؤثروا فيهم.


= بما رأيت ، وقابل رسوله عبد المحض بن الامام الحسن بن علي ففرح بكتاب أبي سلمة وجرى بينه وبين الامام الصادق حوار عاصف حين نهاه الامام عن الركون إلى دعوة أبي سلمة.

ابن قتيبة ، الامامة والسياسة : ٢ / ١٥٢ ـ ١٥٣ و ١٥٥ ـ ١٥٦ ، والمسعودي : مروج الذهب ٣ / ٢٦٨ ـ ٢٦٩ و ٢٨٤ ـ ٢٨٥.

بل إن ثمة اتهاما يوجه إلى أبي مسلم الخراساني نفسه بأنه حاول استدراج الامام الصادق (ع) إلى الموافقة على تحويل الدعوة إليه ، فقد كتب إلى الامام بقوله : (اني قد أظهرت الكلمة ، ودعوت الناس عن موالاة بني أمية إلى موالاة أهل البيت ، فإن رغبت فلا مزيد عليك) فكتب إليه الامام (ما أنت من رجالي ، ولا الزمان زماني) الملل والنحل :

اسم الکتاب : أنصار الحسين المؤلف : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست