اسم الکتاب : المسترشد في إمامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الطبري الشيعي، محمد بن جرير الجزء : 1 صفحة : 678
عليّ (ع) و ولده أهل البيت، و كانوا مع رواياتهم يحرّفون
الحديث، و يتأوّلون فيه صدق الحديث و إنكار الواضح بمخرج الكلام و ظاهر مضايق
المخارج، و كانوا من أصحاب الإحتيال حتّى أخبرت كاليهود حيث أخبروا بمعجزات عيسى
فزعموا أنّه ساحر، و كالزّنادقة حيث أخبروا بعجائب محمّد (ص)، فادّعت[1] بعجائب أنّ
ذلك كلّه سحر، و إذا كانت أمورهم لا تزداد إلّا حدّة، و لا يزداد المحدّثون الّذين
قربوا من الملوك و ما كانوا يوردون عليهم من إطفاء نورهم إلّا إزديادا[2] من
الرّوايات في تنقّصهم و ليس يزداد شأنهم إلّا علوّا، و فضلهم إلّا بيانا، و حبّهم
إلّا شغفا، و محبّتهم إلّا هوى، فهل ذلك إلّا من إمارات الحقّ، إذ كان اللّه عزّ و
جلّ قد جعلهم نور الأبصار، و أعلام الهدى، و باب السّلامة، و في الإقتداء بهم
كالنّجوم، و في النّجاة كسفينة نوح و سببهم متّصل بالسّماء إليهم في الحقّ ينتهي و
عنهم فيه يصدر، و من عندهم تقتبس، صبروا على الأوّاء و البلوى، إذ كانوا أحقّ
النّاس بالرّسول، و إذ كانوا البقيّة بعده و الأخيار من الأمّة، قد أخذ الرّسول
مودّتهم أجره، و قد أضحوا عن النّاس بعده أخلافا على الرّسول (ص)، و صاروا مثقلين
مصفّدين بكلّ واد منهم جسد يبلى، و قتيل ينعى، لا يدعو إلى