اسم الکتاب : المسترشد في إمامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الطبري الشيعي، محمد بن جرير الجزء : 1 صفحة : 525
رسول اللّه (ص) من قبائل العرب ما عتق، و استرق و أطلق، كما
فعل بالعجم، و فعل ذلك أبو بكر فيمن سبى من أهل الردّة، فخالف عمر رسول اللّه، و
خالف صاحبه، و أطلق أبو بكر و قال: ليس على عربيّ ملك خلافا على رسول اللّه، و
خلافا على صاحبه.
197- و ممّا نقموا عليه:
قوله: لا تجلدوا العرب، و لا ترجموها فتفتنوها، و الأمر عن اللّه تعالى، و عن
النّبيّ (ص): أنّ العجمي و العربي في إقامة الحدود سواء إذا وجب عليهما، في ذلك
تعطيل الحدود و الخلاف على اللّه، و على رسوله (ص).
198- و ممّا نقموا عليه:
تفضيله للنّاس بعضا على بعض في القسمة، و تفضيله المهاجرين على الأنصار، و تفضيله
الأنصار على غيرهم، و تفضيله العرب على العجم، و قد كان أشار على أبي بكر بذلك فلم
يقبل منه قال: لقد عهدنا رسول اللّه أمس في هذه القسمة، و قد كان معه المهاجرى و
الأنصاري، و العجمي، فلم يفضّل أحدا على أحد، و إن أنا عملت برأيك، لم آمن أن ينكر
النّاس عليّ لقرب عهدهم بسيرة رسول اللّه (ص) و إنّما هذه القسمة معاش النّاس،
يحتاج الأنصاري، إلى ما يحتاج إليه المهاجري، و إنّما المهاجرون و الأنصار، فضلهم
و شرفهم عند اللّه جلّ ذكره، لا في القسمة الّتي لا يجب أن يفضّل فيها أحد على
أحد، فلمّا أفضى الأمر إليه، فضّل بعضهم على بعض، خلافا على رسول اللّه، و خلافا
على صاحبه في كثير من الأشياء.
اسم الکتاب : المسترشد في إمامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الطبري الشيعي، محمد بن جرير الجزء : 1 صفحة : 525