و قد استغنينا بعد ما
شرحنا من قوله من التأويلات، لأنّ التأويل إنّما يقع في شيء لم يفسّر، فإذا جاء
عنهم التفسير استغنى به عن كلّ قيل و قال، و أبى اللّه جلّ ذكره إلّا ما كان من
إقراركم بألسنتكم و اضطراركم إلى تلقّف الظّنون بعد التّفسير، و إلى إعادة الحسبان
بعد البيان، و إلى إشتفاء بعضكم من آباء بعض ما لا يغني من الحقّ، و رجوعكم إلى
حكم الجاهليّة و إلى أن أقمتم شرائع الدّين بالرّواية الكاذبة الّتي اختلفتم فيها،
و إلى أن شهدت كلّ فرقة على صاحبتها بالنّار، زادكم حيرة.
اسم الکتاب : المسترشد في إمامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الطبري الشيعي، محمد بن جرير الجزء : 1 صفحة : 474