، و كان مع ذلك مذهبه
الكفّ عن تحريك الأمر بالسّيف إذ أبصر أسياف الفتن مسلولة[1]، و شواهد الفساد بادية، و أرماح
القوم توجّهت لأكباد الإسلام و أهله، فأمسك عن طلب حقّه، و مع ذلك فإنّ العرب كانت
في أمره على طبقات:
فمن رجل قتل عليّ ع أباه
و أخاه أو إبنه، أو إبن عمّه، أو حميمه أو صفيّه، أو سيّده، أو فارسه، فهو مضطغن[2] قد أغضب على
حقّه[3] فهو ينتظر
الفرصة، و يترقّب الدّائرة، قد كشف قناعه و أبدى عداوته، حتّى قال قائلهم منهم:
كيف تهجع[4] قريش، و قد
قتلت منهم سبعين رجلا تشرب آناقهم الماء قبل شفاههم.
و من رجل قد أخفى[5] غيظه و أكمن
ضغنه، و إنّما يحرّكه أوّل علّة