responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المسترشد في إمامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الطبري الشيعي، محمد بن جرير    الجزء : 1  صفحة : 304

الفضائل بما لم يخصّص به غيره، و جعله مفتاح كلّ فضيلة، إذ جعل النّبي (ص)، مبدأ الدّعوة، و جعله التّالي الّذي يقوم بأمره من بعده، له شرف الدّنيا و الآخرة، فما من شرف تمتدّ إليه الأبصار، و ترتفع عنه الأقدار، و تعظم فيه الأخطار، و تحسن فيه الآثار، إلّا و هو البائن به على الأمّة، قاتل بعده النّاكثين، و القاسطين، و المارقين، و الملحدين، و الجاحدين.

فلم يكن وصيّ يعدل وصيّ نبيّنا إذ جعله موضع حاجته فيما عهد إليه بعده في خاصّ أموره و عامّها، و جعله قاضي دينه و منجز وعده و موضع أسرار دينه الّذي غسّل بدنه، و وارى جثّته، و سالت نفس رسول اللّه (ص) في كفّه و مسح بها وجهه، قد أسنده إلى صدره، لا يطمع أحد في مشاركته و النّاس في السقيفة لا يهمّهم أمر نبيّهم قد تجالدوا بسيوفهم طلبا للإمرة حتّى قال بعضهم: اقتلوا سعدا قتل اللّه سعدا!، ثمّ قالت الأنصار لمّا دفعوها عن أهل البيت النبوّة: منّا أمير و منكم أمير، و أكبّوا على دنياهم، و أهملوا أمر آخرتهم، و هان عليهم موت نبيّهم، فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ‌، فبان على السّابقين من الأمم الخالية، و الفاضلين الأوّلين، ثمّ كانت زوجته سيّدة نساء العالمين الّذي جعل اللّه ذريته منها ذريّة الرّسول فرفع بها درجته، و أبان فضله و شرّف منزلته، زاد اللّه رفعة بها و علوّا.

فهذه خصال ليست لأحد من الأمّة، فهل يقدّم هذا على الّذي هذه صفاته، إلّا من فقأ عين الإيمان و أزال عمود الإسلام، و ضعضع أركان الدّين، أم هل لمؤمن أن يقعد مقعد التقيّ النقيّ البري‌ء من دنس الجور

اسم الکتاب : المسترشد في إمامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الطبري الشيعي، محمد بن جرير    الجزء : 1  صفحة : 304
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست