فأيّهما عندكم أفضل،
عثمان، أم عبد اللّه؟، فعل عثمان بعبد اللّه ذلك الفعل و قال عبد اللّه في عثمان:
هذا القول، و اللّه المستعان على ما ظهر من [فعل] أصحاب محمّد (ص).
و لئن كان كاذبا لقد هلك
عبد اللّه بجحوده ما أنزل اللّه تعالى و كفّروا من شئتم منهما[1].
[1]. قال أحمد بن أبي يعقوب المعروف بابن واضح
الاخباري المتوفّى( 292)، في تاريخه: ج 2 ص 157 ط النّجف،: و جمع عثمان القرآن و
ألّفه و صيّر الطّوال مع الطّوال و القصار مع القصار من السّور، و كتب في جمع
المصاحف من الآفاق حتّى جمعت ثمّ سلقها بالماء الحار و الخّل،( و قيل:) أحرقها فلم
يبق مصحف إلّا فعل به ذلك خلا مصحف ابن مسعود، و كان ابن مسعود، بالكوفة فامتنع أن
يدفع مصحفه إلى عبد اللّه بن عمر، و كتب عليه عثمان أن أشخصه إن لم يكن هذا الدّين
خبالا، و هذه الأمّة فسادا، فدخل المسجد و عثمان يخطب، فقال عثمان: إنّه قد قدمت
عليكم دابّة سوء، فكلّم ابن مسعود بكلام غليظ فأمر به عثمان فجرّ برجله حتّى كسر له
ضلعان فتكلّمت عائشة و قالت قولا كثيرا.
و فيه أيضا: و قيل: إنّ ابن
مسعود، كان كتب بذلك إليه، فلمّا بلغه أنّه يحرق المصاحف قال لم أرد هذا. قال
السّيد الجزائري في مقدّمته على تفسير القمّي ج 1 ص 22: و قال فخر الدّين الرّازي
في تفسيره[ ج 1 ص 218]:
نقل في الكتب القديمة، أنّ ابن
مسعود كان ينكر كون سورة الفاتحة من القرآن و كان ينكر كون المعوّذتين من القرآن.
و نقل السّيوطي عن ابن عبّاس و
ابن مسعود أنّه كان يحكّ المعوذتين من المصحف و يقول: لا تخلطوا القرآن بما ليس
منه، إنّهما ليستا من كتاب اللّه إنّما أمر النّبي( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)
أن يتعوّذ بهما، و كان ابن مسعود لا يقرأ بهما. انظر الدرّالمنثور، ج 8، ص 683، ط
بيروت. كما روى إبن حجر العسقلاني في المطالب العالية ج 3، ص 402.
اسم الکتاب : المسترشد في إمامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الطبري الشيعي، محمد بن جرير الجزء : 1 صفحة : 166