بِفَتْحِ خَيْبَرَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: لَوْ لَا أَنْ تَقُولَ طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِي مَا قَالَتِ النَّصَارَى فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ لَقُلْتُ فِيكَ الْيَوْمَ قَوْلًا لَا تَمُرُّ بِمَلَإٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا أَخَذُوا مِنْ تُرَابِ رِجْلَيْكَ وَ فَضْلِ طَهُورِكَ يَسْتَشْفُونَ بِهِ،[1] وَ لَكِنْ حَسْبُكَ أَنْ تَكُونَ مِنِّي وَ أَنَا مِنْكَ تَرِثُنِي وَ أَرِثُكَ، وَ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَ أَنَّكَ تُؤَدِّي ذِمَّتِي، وَ تُقَاتِلُ عَلَى سُنَّتِي، وَ أَنَّكَ غَداً فِي الْآخِرَةِ أَقْرَبُ النَّاسِ مِنِّي، وَ أَنَّكَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَلِيفَتِي، وَ أَنَّكَ أَوَّلُ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ غَداً، وَ أَنَّكَ أَوَّلُ مَنْ يُكْسَى مَعِي، وَ أَنَّكَ أَوَّلُ دَاخِلٍ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي، وَ أَنَّ شِيعَتَكَ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلِي أَشْفَعُ لَهُمْ، وَ يَكُونُونَ فِي الْجَنَّةِ جِيرَانِي، وَ أَنَّ حَرْبَكَ حَرْبِي وَ سِلْمَكَ سِلْمِي وَ سِرَّكَ سِرِّي وَ عَلَانِيَتَكَ عَلَانِيَتِي، وَ سَرِيرَةَ صَدْرِكَ كَسَرِيرَةِ صَدْرِي وَ أَنَّ وُلْدَكَ وُلْدِي، وَ أَنَّكَ مُنْجِزٌ عِدَاتِي، وَ أَنَّ الْحَقَّ مَعَكَ وَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِي وَ فِي قَلْبِكَ وَ بَيْنَ عَيْنَيْكَ، وَ أَنَّ الْإِيمَانَ مُخَالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَمَا خَالَطَ لَحْمِي وَ دَمِي، وَ أَنَّهُ لَا يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ غَداً مُبْغِضٌ لَكَ، وَ لَنْ يَغِيبَ عَنْهُ مُحِبٌّ لَكَ غَداً حَتَّى يَرِدَ الْحَوْضَ مَعَكَ[2].
[1].- إلى هنا ذكر الخوارزميّ في مقتل الحسين، ط الغريّ، ص 45.
[2].- وَ قَالَ الْحَافِظُ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُنْدُوزِيُّ الْحَنَفِيُّ فِي يَنَابِيعِ الْمَوَدَّةِ ص 130:
أَخْرَجَ أَبُو الْمُؤَيَّدِ أَخْطَبُ الْخُطَبَاءِ مُوَفَّقُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُوَارِزْمِيُّ عَنْ سَيِّدِ الْحُفَّاظِ أَبِي مَنْصُورٍ شَهْرَدَارَ بْنِ شِيرُويَةَ الدُّؤَلِيِّ بِسَنَدِهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ) يَوْمَ فُتِحَتْ خَيْبَرُ بِقُدرَةِ اللَّهِ:. لَوْ لَا أَنْ تَقُولَ فِيكَ طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِي مَا قَالَتِ النَّصَارَى فِي عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ لَقُلْتُ فِيكَ مَقَالًا لَا تَمُرُّ عَلَى مَلَإٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا أَخَذُوا مِنْ تُرَابِ رِجْلَيْكَ وَ فَضْلِ طَهُورِكَ يَسْتَشْفُونَ بِهِ وَ لَكِنْ حَسْبُكَ أَنْ تَكُونَ مِنِّي وَ أَنَا مِنْكَ تَرِثُنِي وَ أَرِثُكَ وَ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي يَا عَلِيُّ أَنْتَ تُؤَدِّي دَيْنِي وَ تُقَاتِلُ عَلَى سُنَّتِي وَ أَنْتَ فِي الْآخِرَةِ أَقْرَبُ النَّاسِ مِنِّي وَ أَنَّكَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَلِيفَتِي وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ وَ أَنْتَ تَذُودُ الْمُنَافِقِينَ عَنْ حَوْضِى وَ أَنْتَ أَوَّلُ دَاخِلٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ أُمَّتِي وَ أَنَّ مُحِبِّيكَ وَ أَتْبَاعَكَ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ رِوَاءً مَرْوِيِّينَ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلِى أَشْفَعْ لَهُمْ فَيَكُونُونَ غَداً جِيرَانِي وَ أَنَّ أَعْدَاءَكَ غَداً ظِمَاءٌ مُظْمَئِينَ مُسْوَدَّةً وُجُوهُهُمْ يُضْرَبُونَ بِالْمَقَامِعِ وَ هِيَ سِيَاطٌ مِنْ نَارٍ مُقْمَحِينَ وَ حَرْبُكَ حَرْبِي وَ سِلْمُكَ سِلْمِي وَ سِرُّكَ سِرِّى وَ عَلَانِيَتُكَ عَلَانِيَتِي وَ سَرِيرَةُ صَدْرِكَ سَرِيرَةُ صَدْرِي وَ أَنْتَ بَابُ عَمَلِي وَ أَنَّ وُلْدَكَ وُلْدِي وَ لَحْمَكَ لَحْمِي وَ دَمَكَ دَمِي وَ أَنَّ الْحَقَّ مَعَكَ وَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِكَ وَ فِي قَلْبِكَ وَ بَيْنَ عَيْنَيْكَ وَ الْإِيمَانَ مُخَالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَمَا خَالَطَ لَحْمِي وَ دَمِي وَ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُبَشِّرَكَ أَنَّكَ وَ عِتْرَتَكَ وَ مُحِبِّيكَ فِي الْجَنَّةِ وَ عَدُوَّكَ فِي النَّارِ لَا يَرِدٌ عَلَيَّ الْحَوْضَ مُبْغِضُكَ وَ لَا يَغِيبُ عَنْهُ مُحِبُّكَ قَالَ عَلِيٌّ فَخَرَرْتُ سَاجِداً لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ حَمِدْتُهُ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ مِنَ الْإِسْلَامِ وَ الْقُرْآنِ وَ حَبَّبَنِي إِلَى خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ. انْظُرْ كِتَابَ الْمَنَاقِبِ للخوارزمي ط النَّجَفِ ص 96.
كَمَا أَوْرَدَ الْحَدِيثَ أَيْضاً فِي مَقْتَلِهِ ط النَّجَفِ ص 45، وَ كَمَا أَوْرَدَ الهَيْثَمِيُّ فِي مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج 9 ص 134 أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَا أَنْ يَقُولَ فِيكَ طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِي بِمَا قَالَتِ النَّصَارَى فِي عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ لَقُلْتُ فِيكَ الْيَوْمَ مَقَالًا لَا تَمُرُّ بِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا أَخَذَ التُّرَابَ مِنْ أَثَرِ قَدَمَيْكَ يَطْلُبُ بِهِ الْبَرَكَةَ. وَ رَوَاهُ أَيْضاً ابْنُ أَبِي. الْحَدِيدِ فِي شَرْحِ نَهْجِ الْبَلَاغَةِ ج 2 ص 449 ط الْقَاهِرَةِ رَوَى الْحَدِيثَ مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي الْمُسْنَدِ بِعَيْنِ مَا تَقَدَّمَ عَنِ الْخُوَارِزْمِيِّ فِي مَقْتَلِهِ وَ ذُكِرَ أَيْضاً أَمْرٌ تسري[ تَرَى] فِي أَرْجَحِ الْمَطَالِبِ ص 454 ط لاهور. رَوَى الْحَدِيثَ مِنْ طَرِيقِ الدَّيْلَمِيِّ فِي فِرْدَوْسِ الْأَخْبَارِ عَنْ عَلِيٍّ بِعَيْنِ مَا تَقَدَّمَ فِي مَقْتَلِ الْحُسَيْنِ للخوارزمي.
وَ ذَكَرَ الْحَافِظُ ابْنُ عَبْدِ الْبِرِّ الأندلسي فِي الإستيعاب ج 2 ص 461 ط حيدرآباد. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ لِعَلِيٍّ: تَفْتَرِقُ فِيكَ أُمَّتِي كَمَا افْتَرَقَتِ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي عِيسَى. انْظُرْ إحقاقَ الْحَقِّ ج 7 ص 293. وَ رَوَى أَيْضاً أَبُو جَعْفَرٍ الْكُلَيْنِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ الْمُتَوَفَّى( 329) فِي الْكَافِي، ج 8، ص 57، رقم: 18.