اسم الکتاب : المسترشد في إمامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الطبري الشيعي، محمد بن جرير الجزء : 1 صفحة : 581
فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ
نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ،
فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ[1]، دعا أهل بيته، و كان
عليّ من نفس رسول اللّه، و كان هاشميّ الوالدين، و كان أشبه النّاس برسول اللّه،
لأنّه لم يعبد وثنا قطّ، و لا حجرا من دون اللّه كما عبده من قعد مقعده، و لا أكل
ربا، و لا ذبح لغير اللّه و لا أكل منه، و كان مبرّأ من الأقذار، مطهّرا من
الآفات، لم يدنس بالرّيب، و لم يولد من سفاح، و لا كانت أمّه و جدّته صاحبة راية و
لا كانت ممّن ينتابها الفسّاق،[2] بل هو كما
قال اللّه: أولئك هم المطهرون!!.
، فليس لأحد أن يدّعي
الطّهارة إلّا من جرى مع رسول اللّه إلى عبد المطّلب الّذي هو جدّه، و جدّ أهل
بيته، و لا يصلح للإمامة إلّا من هذه صفته، و كان قلبه كما وصف اللّهُ قلبَ
إبراهيمَ (ع)، حيثُ قالَ: إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ[3]، هكذا صفة من
اختصّه الرّسول و ربّاه، و نشأ على أدبه، و هديه و خلقه.
253- ثمّ هذا عليّ أوّل
النّاس إسلاما، و آخرهم هجرة، و احتمل مكروه الوصيّة، و نهض بأعباء الإمامة، و صبر
في دار الكفر مظلوما مقهورا محتسبا، و كان مفتاح الأمر و خاتمته، و لمّا أراد
اللّه أن يشهر أمره