اسم الکتاب : المسترشد في إمامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الطبري الشيعي، محمد بن جرير الجزء : 1 صفحة : 472
و ذلك أنّه لا خيرة مع اللّه جلّ ذكره الّذي يعلم الغيب، و لا
مع رسول اللّه، و لا يجوز إتّباع الظنّ إنّما هو اليقين، فتأوّل المنافقون، كما
قال اللّه عزّ و جلّ: وَ قَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ
ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ[1].
163- فمنهم من قال ذلك،
ولاء التّكافؤ الّذي المؤمنون به بعضهم أولى ببعض، و منهم من قال: إنّه عنى
بالولاية الّتي جعلها اللّه لرسوله[2]،
و جعله أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فمن ذهب إلى ولاء
التّكافؤ، فقد سخف رسول اللّه أن يجمع النّاس و ينادي الصّلاة جامعة، و الرّمضاء
تحرقهم!! فيقول: من اعتقته فقد اعتقه عليّ (ع)، و لم يكن جمع عبيده و مواليه فقط،
إنّما جمع النّاس على طبقاتهم و في الجمع عمر حين ضرب بيده على منكب عليّ (ع)، و
قال: أصبحت يا بن أبي طالب مولاي و مولى كلّ مؤمن و مؤمنة!!، و إذا كان ولاء
التّكافؤ، فما معنى قول عمر، و قد أقرّ أنّه مولاه!؟.
و قالت العلماء لمن
خالفهم من المنافقين و المخالفين: إنّ هذا القول من رسول اللّه (ص) يحتمل خمسة[3] معاني لا
غير، فمنها ولاء النّبوّة، و ولاء الإيمان، و ولاء الإسلام، و ولاء العتق، و ولاء
الولاية، ثمّ نظروا