responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 84

والنصارى لذلك إذ أنّ الصراع المذهبي والطائفي كان شائعاً بينهما، فلم تكن الاَوضاع لتسمح بدخول طرف ثالث في حلبة الصراع، كما أنّ هوَلاء الفريقين ـ اليهود والنصارى ـ كانوا يحتقرون العنصر العربي أساساً، ممّا يمنع التعايش معهم.

أمّا المناطق الخارجية، فإنّ اليمن كانت تحت حكم الفرس، الذين لم يقبلوا بدعوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما بعد، حتى إنّ إمبراطور فارس طلب من عامله على اليمن، القيام بالقبض على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وإرساله إليه. وكذلك الحيرة فقد كانت تحت النفوذ الاِيراني وسيطرته. أمّا الشام فكانت بعيدةً عن مكّة المكرّمة، لم تصلح للجوء المسلمين إليها، كما أنّها كانت سوقاً لقريش تربط سكانها بهم روابط وعلاقات وثيقة، وهي علاقات اقتصادية قوية.

ولذا فإنّ الفريق الموَمن غادر مكة ليلاً في غفلة من المشركين نحو ميناء جدّة للسفر عبر مينائها إلى أرض الحبشة، حيث وصلوا في الوقت الذي كانت فيه سفينتان تجاريتان على أُهبة الاِقلاع، فبادرالمسلمون إلى ركبوها لقاء نصف دينار عن كلّ راكب. وكان الفريق مكوناً من عشرة أو خمسة عشر شخصاً، بينهم أربع من النسوة المسلمات، ولم يكونوا من قبيلة واحدة، بل انتمى كلّ واحد منهم إلى قبيلة معينة. وقد حدث ذلك في شهر رجب في السنة الخامسة من مبعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .[1]

و قد حاول المشركون في مكّة اللحاق بهم، فبعثوا جماعة من رجالهم لاِعادتهم إلى مكّة، إلاّ أنّ السفينة كانت قد غادرت الميناء. وكان روَساء «دار الندوة» بمكة وأقطابها، يعلمون جيدا أضرار هذه الهجرة وآثارها على أوضاعهم،


[1] بحار الاَنوار: 18|412.
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست