responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 72

عرض لي دونه ما لا رأيت مثله في حياتي، فتركته.[1]

ولا شكّ أنّ قوةً غيبيةً أدركت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في تلك اللحظة وحفظته، كما وعده اللّه تعالى قائلاً: (إِنّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئين) [2] فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يواجهُ في كلّيوم نوعاً خاصاً من الاَذى والمضايقة من هوَلاء الاَشرار، وأشهرهم: عقبة بن أبي معيط الذي شتمه وضربه، فكان أشدّ خصومه بغضاً له (صلى الله عليه وآله وسلم) . وعمّه أبو لهب الذي تعرض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لاَذاه مع زوجته أُمّ جميل، فقد كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يجاورهم فقاموا بإيذائه وإزعاجه، بإلقاء الرماد والتراب على رأسه الشريف، ونشر الشوك على طريقه أو عند باب بيته. والاَسود بن عبد يغوث، أحد المستهزئين، والوليد بن المغيرة، شيخ قريش وحكيمها وأكبر الملاّك فيها، وأُمية وأُبيّ، ابنا خلف، وأبو جهل(أبو الحكم بن هشام)، و العاص بن وائل، والد عمرو بن العاص الذي وصف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالاَبتر.

وعندما فشلت أساليب قريش وأسلحتها الصديئة في القضاء على الدين الجديد وأهله، عمدوا إلى استخدام سلاح جديد لعلّه يكون أقوى من سوابقه، للحيلولة دون انتشار الاِسلام واتساع رقعته، وقطع علاقته بالمجتمع العربي، وهو سلاح الدعاية ضدّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) . و من أساليبه:

الاتّهامات الباطلة، وقد أقرّوا استخدامها في دار الندوة، حين طرحوا فكرتها على «الوليد بن المغيرة»[3] الذي كان ذا مكانة مميزة عندهم، فقال: يا معشر قريش، إنّه قد حضر هذا الموسم وإنّ وفود العرب ستقدم عليكم فيه، وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا فأجمعوا فيه رأياً واحداً ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضاً ويرد


[1] السيرة النبوية:1|298.
[2] الحجر:95.
[3] أبو خالد بن الوليد.
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست