يختلف في هذا أحد.[1] وخاصّة أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أكّد بنفسه
ذلك في قوله: «آمنت بي إذ كفر الناس، وصدّقتني إذ كذّبني الناس».[2] فهي أوّل من
التقته بعد نزول الوحي عليه في الغار، فآمنت به وصدقته.
كما أنّعلي بن أبي طالب (عليه السلام) كان أوّل من آمن به من الرجال،
حيث اتّفق العلماء كلّهم على ذلك، إذ أنّ الاِمام (عليه السلام) كان قد عاش في
كنف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى بعثه اللّه تعالى نبياً فاتّبعه وآمن به
وصدّقه.[3] فكان ممّا أنعم اللّه به على الاِمام (عليه السلام) أنّه كان في حجر النبي
(صلى الله عليه وآله وسلم) قبل الاِسلام وهو دون الثامنة. فحينما أجدبت مكة
وضواحيها وأصاب الناس أزمة شديدة، وكان أبو طالب كثير العيال، رأى النبي
(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يخفّف عنه، فطلب من عمّه العباس أن يأخذ منه
بعض عياله، فكفل العباس جعفراً، وكفل رسول اللّهعلياً، وقيل أنّحمزة أخذ
جعفراً، والعباسُ طالباً، وأبو طالب عقيلاً، وقال رسول اللّه «صلى الله عليه وآله
وسلم» :«إخترت من اختار اللّه لي عليكم، علياً».[4]
ويظهر أنّ الهدف من ذلك كان هو أن يتربّى علي (عليه السلام) في حجر
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويتغذّى من مكارم أخلاقه ويتبعه في كريم
أفعاله.
ويوَكد الاِمام (عليه السلام) موقفه بقوله: «اللّهمّ إنّي أوّل من أناب وسمع
وأجاب، ولم يسبقني إلاّ رسول اللّه بالصلاة».[5]