يقول: «اللّه أكبر والحمد للّه كثيراً، سبحان اللّه بكرةً وأصيلاً» [1] كما تساقطت
الاَصنام في الكعبة على وجوهها، وخرج نورٌ معه أضاء مساحة واسعة من الجزيرة
العربية، وانكسر إيوان كسرى، وسقطت أربعة عشر شرفة منه، وانخمدت نار
فارس التي كانت تعبد،وجفت بحيرة ساوة.
وهدفت هذه الاَحداث الخارقة والعجيبة إلى أمرين موَثرين:
1. فهي تدفع الجبابرة والوثنيين إلى التفكير فيما هم فيه من
أحوال،فيتساءلون عن الاَسباب التي دعت إلى كلّذلك لعلهم يعقلون. إذ أنّ تلك
الاَحداث كانت في الواقع تبشر بعصر جديد هو عصر انتهاء الوثنيةوزوال مظاهر
السلطة الشيطانية واندحارها.
2. ومن جهة أُخرى، تبرهن على الشأن العظيم للوليد الجديد، على أنّه
ليس عادياً، بل هو كغيره من الاَنبياء العظام الذين رافقت ولادتُهم أمثالَ تلك
الحوادث العجيبة والوقائع الغريبة.
وفي اليوم السابع لمولده المبارك، عقّ عبد المطلب عنهبكبش شكراً للّه
تعالى، واحتفل به مع عامة قريش.
وقال عن تسميته النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن سببه: أردت أن يُحمَد في السماء والاَرض[2]
وكانت أُمّه
(عليها السلام) قد سمّته أحمد قبل أن يسمّيه جدّه[3] وكان هذا الاسم نادراً بين
العرب فلم يسم به منهم سوى 16 شخصاً، ولذا فإنّه كان من إحدى العلامات
الخاصّة به.