responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 218

العام عدّة سرايا بعثها إلى جهات معينة، من جملتها سرية الاِمام علي «عليه السلام» إلى أرض طيء، وقد اختصت لهدم مظاهرالوثنيّة.

كما وقعت غزوة واحدة مثل غزوة تبوك، وإن لم يقاتل فيها النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» أحداً، إلاّ أنّها كانت تمهيداً لفتح المناطق الحدودية.

2. هدم الاَصنام

أدرك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في ضوء تعاليم الوحي أنّ الوثنية كجرثومة الكوليرا، تهدم فضائل الاِنسان وشرفه، وتقضي على مكارم الاَخلاق، وتحط من مكانة الاِنسان الرفيعة، وتجعله كائناً حقيراً أمام الطين والحجر. وعلى هذا الاَساس أمره اللّه تعالى أن يجتث جذور الشرك من كيان ذلك المجتمع الموبوء، بإزالة كلّمظاهر الوثنية وأنواعها وأشكالها، مستخدماً القوة تجاه الجماعات المعارضة. وعلم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ في قبيلة طيء صنماً كبيراً يقدَّس حتى ذلك الوقت، فأرسل الاِمام علياً (عليه السلام) مع 150 فارساً ليحطم هذا الصنم ويهدم بيته.

ونجح الاِمام (عليه السلام) في مهمته، وعاد بالغنائم والاَسرى إلى المدينة، وهرب رئيسها «عدي بن حاتم الطائي» إلى الشام ملتحقاً بأهل دينه، لاَنّه كان نصرانياً حسب ما ذكر بنفسه، وترك أُخته في قومه. إلاّ أنّ النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» أرجعها إلى أخيها بالشام، فأخذت توبخه ممّا صنع من هروبه مع أهله، وتركها وحيدة، ثمّ طلبت منه أن يذهب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويعلن إسلامه، فاحترمه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما قدم إليه في المدينة، وقدم له ما يليق به كأمير وسيد على قومه.

ولما شاهد من سيرته وأفعاله ما يدل ويوَكد على أنّه نبي اللّه، أسلم على

اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 218
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست