اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 195
جدوى. فذهب إلى منزل الاِمام علي (عليه السلام) والسيدة فاطمة الزهراء«عليها
السلام» فرد عليه الاِمام (عليه السلام) : «واللّه لقد عزم رسول اللّه «صلى الله عليه
وآله وسلم» على أمر ما نستطيع أن نكلّمه». فالتفت إلى السيدة الزهراء «عليها
السلام» وهو يطلب شفاعتها أو شفاعة الحسنين لدى النبي ص: يا ابنة محمد، هل
لك أن تأمري و بُنَيّك هذا فيجير بين الناس فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر؟
فقالت(عليها السلام) وهي تعلم بنواياه الشريرة:« ذلك إلى رسول اللّه «صلى الله
عليه وآله وسلم» وإنّهما صبيان وليس مثلهما يجير».[1] فطلب النصيحة من الاِمام
(عليه السلام) فقال له: «ما أجد لك شيئاً أمثل من أن تقوم فتجير بين الناس ـ أي
تعطي الاَمان للمسلمين ـ ثمّ إلحق بأرضك». فأدّى ما طلبه منه، ورجع إلى مكّة
وأخبر سادة قريش بما صنع، فاجتمعوا للتشاور فيما يطفىَ غضب المسلمين
ويثني الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عن عزمه.[2]
أمّا النبيّ الاَكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد أعلن التعبئة العامة بهدف
فتح مكة، وتحطيم أقوى قلعة من قلاع الوثنية، وإزالة حكومة قريش الظالمة، التي
كانت أقوى الموانع والعقبات في طريق تقدم الدعوة الاِسلامية وانتشار الاِسلام.
وطلب من اللّه سبحانه و تعالى في دعائه أن يعمي عيون قريش
وجواسيسهم كيلا يعلموا بحركة المسلمين وهدفهم: «اللّهم خُذ على قريش
أبصارهم فلا يروني إلاّبغتةً ولا يسمعون بي إلاّ فجأة».[3]
واجتمع في مطلع شهر رمضان الكثيرون، فقد شاركت قبائل وطوائف
مختلفة في هذا الفتح العظيم، اشتهر منهم: