اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 192
وقتالهم، وقتل أعداد كبيرة منهم، فهدأت الاَحوال، فرجع الجيش الاِسلامي
مستفيداً من هذا التكتيك ونَجَوا بأنفسهم من خطر فناء ساحق وأكيد.[1]
إلاّ أنّ المسلمين في المدينة رفضوا منطق الانسحاب من المعركة وفضلوا
الاستشهاد في ساحة المعارك على الانسحاب، فهم كانوا يعدون الموت
والشهادة في سبيل اللّه أفضل من الانسحاب.
وقد تأثر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لشهادة جعفر وبكى بشدة، فكان
كلّما تذكر جعفراً وزيداً بكى.[2]
2. غزوة ذات السلاسل
إنّ الاطّلاع المبكر على أسرار العدو العسكرية، ومعرفة حجم طاقاته ومبلغ
استعداداته واكتشاف خططه، يعد من العوامل الجوهرية الموَثرة في الانتصار عليه.
والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو أوّل من ابتكر في تاريخ الاِسلام جهازاً
خاصاً بهذا العمل في صورة منظمة، وتبعه الخلفاء من بعده، حين استعانوا
بجواسيس وعيون للعمل في المجالات العسكرية والاِدارية.
واستطاع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في غزوة ذات السلاسل أن
يطفىَ نار فتنة باستخدام معلومات دقيقة علمها عن العدو، قبل أن يخسر الكثير
بغير ذلك. فقد علم من عناصر المخابرات الخاصة به (صلى الله عليه وآله وسلم)
أنّ أعداداً كبيرة متحالفة تجمعوا في منطقة وادي اليابس هدفوا إلى التوجّه نحو
المدينة للقضاء على قوّة الاِسلام والمسلمين، وقتل النبي «صلى الله عليه وآله
وسلم» والاِمام علي (عليه السلام) خاصة. فأمر الرسول بنداء «الصلاة جامعة» أي
دعوة الناس إلى الاجتماع به (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال «صلى الله عليه وآله