responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 118

وكذلك المسلمون فقد عابوا على عبد اللّه بن جحش فعلَتَه هذه. إلاّ أنّ آية قرآنية نزلت فأبعدت تلك المخاوف والحيرة التي أصبح فيها المسلمون.

وقد غنم المسلمون منها، فكانت أوّل غنيمة حصل عليها المسلمون، وأمّا الاَسيران فلم يقبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إطلاق سراحهما إلاّ بعد أن تطلق قريش سراح أسيرين مسلمين، فتم تبادل الاَسرى بين الطرفين.[1]

وبذا فإن الهدف من تلك العمليات العسكرية الصغرى، وإرسال القوات الصغيرة، كان هو تحصيل وجمع المعلومات عن العدو ورصد تحركاته وخططه، وليس كما ادّعى المستشرقون، إنّها لمصادرة أموال قريش والسيطرة عليها لتقوية نفسه. إذ أنّ السرايا لم يتعد عدد أفرادها عن الستين أو الثمانين رجلاً، بينما كان يحرس قوافل قريش أعداد أكبر من ذلك، كما أنّالهدف منها لم يكن لمجرّد القتال وسفك الدماء أو الانتقام، لاَنّ الاَعداد لم تكن كافية لاِجراء قتال أو حرب مع العدو.ويوَكد ذلك انزعاج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من حدوث القتال الذي جرى بين «ابن جحش» و بين أفراد من قريش، لاَنّه: «ما أمرهم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقتال في الشهر الحرام ولا غير الشهر الحرام، وإنّما أمرهم أن يتحسّسوا أخبار قريش».[2]

كما أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يستخدم في تلك الغزوات الصغرى أحداً من الاَنصار، وذلك أنّهم بايعوه في «العقبة» على الدفاع عن المسلمين، فالمعاهدة بينهم كانت دفاعية، وقد تعهدوا بموجبها بالدفاع عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا قصده عدو، وبالرغم من ذلك، فإنّه إذا خرج بنفسه قائداً للعمليات، فإنّه كان يأخذ معه جماعة من الاَنصار، تقوية لروابط الاِخوة والوحدة بين المهاجرين والاَنصار.


[1] المغازي:1|13؛ السيرة النبوية:1|603.
[2] المغازي:1|16.
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست