وحديث الغدير هو : لما كان النبي صلى
الله عليه واله راجعا من حجته ـ حجة الوداع ـ وذلك في السنة العاشرة الهجرية نزل
عليه الوحي يامره باكمال الدين يعني تبلغ تلك المسالة المصيرية أي تعيين الامام
والخليفة من بعده ، فامر الناس بتجهيز مقدمات ذاك الامر مثل الاعلان بتريث
المسلمين الحجاج وتوقفهم في محل يعرف بغدير خم وهو مفترق الطرق المؤدية إلى مكة
والمدينة وغيرها ، وأمر صلى الله عليه واله بارجاع الذين سبقوا الاخرين بالذهاب
وإيقاف القادمين ، حتى تجمع آنذاك في ذاك المحل مائة وعشرون ألف حاجا من شتى أقطار
البلاد الاسلامية.
وكان ذلك اليوم يوما حارا هاجرا شديد
الرمضاء والشمس ساطعة حرارتها على رؤوسهم ، وقد اشتعلت أرض الحجاز ، فامرهم النبي
صلى الله عليه واله بان يصنعوا له من جهاز الجمال والمراكب مكانا مرتفعا كالمنبر
حيث يراه الحاضرون جميعا ويسمعون كلامه ، فوقف النبي صلى الله عليه واله على ذاك
الموضع المنبري وخطب الناس خطبة غراء وقال فيما قاله صلى الله عليه واله :
أيها
الناس ... من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر
من نصره ، واخذل من خذله ...
وغير ذلك من العبارات الباهرة حيث شبه
النبي صلى الله عليه واله عليا عليه السلام بنفسه وبانه ولي الناس والقائم بامرهم
، وطاعته فرض واجب ، وانه الخليفة من بعده. ولكي يصد أمام ملابسات المنافقين
وشبهات المخالفين لمولوية الامام علي عليه السلام وخلافته ، أخذ بيد علي عليه
السلام ورفعه عاليا حيث يراه جميع الحضار والمجتمعين في هذا المؤتمر العالمي ثم
دعا صلى الله عليه واله لمن يتولى عليا وينصره ولعن من عاداه وخذله ، وبعد ذلك أمر
[١] الغدير للعلامة
المحقق السيد عبد العزيز الطباطبائي : ٢٣ ـ ٢٣٣.
اسم الکتاب : الإمام على عليه السلام في آراء الخلفاء المؤلف : فقيه إيماني، الشيخ مهدي الجزء : 1 صفحة : 35