اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 451
ابن عمّه وقال : إنّك
مقتول فقال :
سأمضي وما بالموتِ عارٌ على الفتى
ا ما نوى حقّاً وجاهدَ مسلما
واسى الرجالَ الصالحينَ بـــنفسهِ
ارقَ مثبوراً وودّعَ مجرما»
فلمّا سمع ذلك الحرّ تنحّى عنه.
قال عقبة بن سمعان : فسرنا معه ساعة
فخفق عليهالسلام هو على ظهر
فرسه خفقة ثمّ انتبه وهو يقول : «إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والحمد لله ربّ
العالمين » ففعل ذلك مرّتين أو ثلاثاً ، فأقبل إليه عليّ بن الحسين عليهماالسلام على فرس فقال : يا أبه فيم حمدت الله
واسترجعت؟
قال : «يا بنيّ ، إنّي خفقت خفقة فعنّ
لي فارس على فرس وهو يقول : القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم ، فعلمت أنّها
أنفسنا نُعيت إلينا».
فقال له : يا أبه لا أراك الله سوءاً ، ألسنا
على الحقّ؟
قال : «بلى والذي إليه مرجع العباد».
قال : فإنّنا إذن لا نبالي أن نموت
محقّين.
فقال له الحسين عليهالسلام : «جزاك الله من ولد خير ما جزى ولداً
عن والده ».
فلمّا أصبح نزل فصلّى الغداة ، ثمّ عجلّ
الركوب فأخذ يتياسر بأصحابه يريد أن يفرّقهم فيأتيه الحر بن يزيد فيرّده وأصحابه ،
فجعل إذا ردّهم نحو الكوفة امتنعوا عليه ، فلم يزالوا يتياسرون كذلك حتّى انتهوا
إلى نينوى المكان الذي نزل به الحسين عليهالسلام
، فإذا راكب على نجيب له ، فلمّا انتهى إليهم سلّم على الحرّ ولم يسلّم على الحسين
عليهالسلام وأصحابه ، ودفع
إلى الحرّ كتاباً من عبيدالله بن زياد ، فإذا فيه : أمّا بعد : فجعجع بالحسين حين
يبلغك كتابي ولا تنزله إلاّ بالعراء في غير خضر وعلى غير ماء ، وقد أمرت رسولي أن
يلزمك ولا يفارقك حتّى يأتيني بإنفاذك أمري ، والسلام.
اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 451