responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 1  صفحة : 449

أمره » ثمّ قال عليه‌السلام : «والله لا يَدَعوني حتّى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي ، فإذا فعلوا ذلك سلّط الله عليهم من يذلّهم حتّى يكونوا أذلّ فرق الاُمم ».

ثمّ سار عليه‌السلام من بطن العقبة وأمر فتيانه أن يستقوا الماء ويكثروا ، ثم سار حتّى انتصف النهار ، فبينا هو يسير إذ كبّر رجل من أصحابه فقال عليه‌السلام : «الله أكبر لم كبّرت؟» قال : رأيت النخل ، فقال له جماعة من أصحابه : والله إنّ هذا المكان ما رأينا به نخلة قطّ ، قال : «فما ترونه؟ » قالوا : نراه والله آذان الخيل ، قال : «أنا والله أرى ذلك ».

فما كان بأسرع حتّى طلعت هوادي الخيل [١] مع الحرّ بن يزيدالتميميّ ، فجاء حتّى وقف هو وخيله مقابل الحسين عليه‌السلام في حرّ الظهيرة ، وكان مجيء الحرّ بن يزيد من القادسيّة ، يقدم الحصين بن نميرفي ألف فارس.

فحضرت صلاة الظهر ، فصلّى الحسين عليه‌السلام وصلّى الحرّ خلفه ، فلمّا سلّم أنصرف إلى القوم وحمد الله وأثنى عليه وقال :

«أيّها الناس إنّكم إن تتّقوا الله وتعرفوا الحقّ لأهله يكن أرضى لله عنكم ، ونحن أهل بيت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أولى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم ، والسائرين فيكم بالجور والعدوان ، فإن أبيتم إلاّ الكراهة لنا ، والجهل بحقّنا ، وكان رأيكم الآن غير ما أتتني به كتبكم ، وقدمت به عليّ رسلكم انصرفت عنكم ».

فقال له الحر : أنا والله ما أدري ما هذه الكتب التي تذكر!

فقال الحسين عليه‌السلام لبعض أصحابه : «يا عقبة بن سمعان اُخرج


[١] اقبلت هوادي الخيل : إذا بدت أعناقها. «الصحاح ـ هدى ـ ٦ : ٢٥٣٤ ».

اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 1  صفحة : 449
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست