اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 442
وصدّق مقالتي ، والله
ما دعوته إلى منزلي ولا علمت بشيء من أمره حتّى جاءني يسألني النزول فاستحيت من
رده ، فضيّفته واويته ، وأنا أعطيك اليوم عهداً ألاّ أبغيك سوءاً ولا غائلة ، وإن
شئت أعطيك رهينة فتكون في يدك حتّى آتيك به أو آمره حتى يخرج من داري إلى حيث شاء
من الأرض فاخرج من جواره ، فقال ابن زياد : والله لا تفارقني أبداً حتّى تأتيني به
، فقال : لا والله لا آتيك به ، وكثر الكلام بينهما حتّى قال : والله لتأتينّي به
قال : لا والله لاآتيك به ، قال : لتأتينّي به أو لأضربنّ عنقك ، فقال هانئ : إذاً
والله تكثر البارقة حول دارك ، فقال ابن زياد : أبالبارقة تخوّفني؟! وهو يظنّ أنّ
عشيرته سيمنعونه ، فقال : ادنوه منّي ، فلم يزل يضرب وجهه بالقضيب حتّى كسر أنفه
وسيَّل الدماء على ثيابه ، وضرب هانئ يده إلى قائم سيف شرطيّ وجاذبه الرجل ومنعه ،
فقال ابن زياد : قد حلّ لنا قتلك ، فجرّوه فألقوه في بيت من بيوت الدار وأغلقوا
عليه بابه.
وبلغ الخبر مسلم بن عقيل فامر أن يُنادى
في الناس ، فملأ بهم الدور وقال لمناديه : ناد «يا منصور أمت » فعقد مسلم لرؤوس
الأرباع على القبائل كندة ومذحج وأسد وتميم وهمدان ، فتداعى الناس واجتمعوا فامتلأ
المسجد من الناس والسوق ، وما زالوا يزيدون حتّى المساء.
وضاق بعبيدالله أمره ، وليس معه في
القصرإلاّ ثلاثون رجلاً من الشرطة وعشرون رجلاً من أشراف الناس وأهل بيته ، وأقبل
من نأى عنه من أشراف الناس ، يأتونه من قبل الباب الذي يلي دار الروميّين ، وجعل
من في القصر مع ابن زياد يشرفون عليهم فينظرون إليهم وهم يرمونه بالحجارة.
ودعا ابن زياد : بكثير بن شهاب ، ومحمد
بن الأشعث ، وشبث بن ربعي ، وجماعة من رؤساء القبائل ، وأمرهم أن يسيروا في الكوفة
ويخذّلوا الناس عن مسلم بن عقيل ، ويعلموهم بوصول الجند من الشام ، وأنّ الأمير
اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 442