اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 404
عند دنوّهم من عسكره
، ولم يكن منهم من يأمن غائلته إلاّ خاصّة من شيعته لا يقومون لأجناد الشام.
وكتب إليه معاوية في الهدنة والصلح وبعث
بكتب أصحابه إليه ، فاجابه إلى ذلك بعد أن شرط عليه شروطاً كثيرة ، منها : أن يترك
سبّ أميرالمؤمنين عليهالسلام
والقنوت عليه في الصلاة ، وأن يؤمن شيعته ولايتعرّض لأحد منهم بسوء ، ويوصل إلى
كلّ ذي حقّ حقّه.
فاجابه معاوية إلى ذلك كلّه ، وعاهده
على الوفاء به ، فلمّا استتمّت الهدنة قال في خطبته : إنّي منّيت الحسن وأعطيته
أشياء جعلتها تحت قدمي ، لا أفي بشيء منها له [١]!!
وخرج الحسن عليهالسلام إلى المدينة وأقام بها عشر سنين ، ومضىإلى
رحمة الله تعالى لليلتين بقيتا من صفر سنة خمسين من الهجرة وله سبع وأربعون سنة
وأشهر مسموماً ، سمّته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس ، وكان معاوية قد دسّ إليها
من حملها على ذلك وضمن لها أن يزوّجها من يزيد إبنه وأوصل إليها مائة ألف درهم
فسقته السمّ.
وبقي عليهالسلام
مريضاً أربعين يوماً ، وتولّى أخوه الحسين عليهالسلام
غسله وتكفينه ودفنه عند جدّته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بالبقيع [٢].