اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 385
وأما مقامه بخيبر وبلاؤه يوم الحديبية
فممّا مرّ ذكره فيما قبل [١].
ومن مقاماته قبل الفتح : أنّ رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دبّر الأمر
في ذلك بالكتمان وسأل الله عزّوجلّ أن يطوي خبره عن أهل مكّة حتّى يفجأهم بدخولها
، فكان المؤتمن على هذا السرّ أميرالمؤمنين عليهالسلام
، ثمّ أنماه إلى جماعة من بعد ، فكتب حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى أهل مكّة يطلعهم
فيه على سرّ رسول اللهّ في المسير إليهم ، وأعطى الكتاب امرأة سوداء وأمرها أن
تاخذ على غير الطريق.
فنزل بذلك الوحي ، فدعا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أمير المؤمنين عليهالسلام وقال : «إنّ بعض أصحابي قد كتب إلى أهل
مكّة يخبرهم بخبرنا ، والكتاب مع امرأة سوداء قد أخذت على غير الطريق ، فخذ سيفك
والحقها وانتزع الكتاب منها» وبعث معه الزبير بن العوّام.
فمضيا على غير الطريق ، فادركا المرأة ،
فسبق إليها الزبير وسألها عن الكتاب فانكرته وحلفت أنّه لا شيء معها وبكت ، فقال
الزبير : يا أبا الحسن ما أرى معها كتاباً ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : «يخبرني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّ معها كتاباً ويأمرني بأخذه منها
وتقول أنه لا كتاب معها»!
ثمّ اخترط السيف وقال : «أما والله لئن
لم تخرجي الكتاب لأكشفنّك ثمّ لأضربن عنقك ».
فقالت له : إذا كان لا بدّ من ذلك فاعرض
يا ابن أبي طالب عنّي بوجهك.
فاعرض عنها ، فكشفت قناعها فاخرجت الكتاب
من عقيصتها ، فاخذه