اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 268
فلمّا كان من الغد حجب الناس عنه ، وثقل
في مرضه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان عليّ
لا يفارقه إلاّ لضرورة ، فقام في بعض شؤونه فأفاق إفاقة فافتقد عليّاً فقال : «ادعوا
لي أخي وصاحبي » وعاوده الضعف فاصمت ، فقالت عائشة : اُدعوا أبا بكر ، فدعي فدخل ،
فلمّا نظر إليه أعرض عنه بوجهه ، فقام أبو بكر.
فقال : «اُدعوا لي أخي وصاحبي » فقالت
حفصة : اُدعوا له عمر ، فدعي ، فلمّا حضر رآه النبيّ عليهالسلام
فأعرض عنه بوجهه فانصرف.
ثمّ قال : «اُدعوا لي أخي وصاحبي »
فقالت اُمّ سلمة : ادعوا له عليّاً فإنّه لا يريد غيره ، فدعي أمير المؤمين عليهالسلام ، فلمّا دنا منه أومأ إليه فأكبّ علجه ،
فناجاه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
طويلاً ، ثمّ قام فجلس ناحية حتّى أغفى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، فلمّا أغفى خرج فقال له الناس : يا أبا الحسن ما الذي أوعز إليك؟ فقال : «علّمني
رسول الله ألف باب من العلم فتح لي كلّ باب ألف باب ، ووصاني بما أنا قائمٌ به إن
شاء اللهّ».
ثمّ ثقل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وحضره الموت ، فلمّا قرب خروج نفسه قال
له : «ضع رأسي يا عليّ في حجرك فقد جاء أمر الله عزّ وجل ، فإذا فاضت نفسي
فتناولها بيدك وامسح بها وجهك ، ثمّ وجّهني إلى القبلة ، وتولّ أمري ، وصلّ عليّ
أوّل الناس ، ولا تفارقني حتّى تواريني في رمسي ، واستعن بالله عزّ وجل ».
وأخذ عليّ رأسه فوضعه في حجره فاُغمي
عليه ، وأكبّت فاطمة عليهاالسلام
تنظر في وجهه وتندبه وتبكي وتقول :
« وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمة للأرامل »
ففتح رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عينيه وقال بصوت ضئيل :
اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 268