اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 257
عمران نحو من سبعين
آية تتبع بعضها بعضاً ، وفيما أنزل الله (إنّ مَثَلَ عيسى عندَ
اللهِ كَمَثَلِ آدمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ـ إلى قوله : ـ على الكاذِبينَ)[١].
فقالوا
للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : نباهلك غداً ، وقال
أبو حارثة لأصحابه : انظروا فإن كان محمّد غدا بولده وأهل بيته فاخذروا مباهلته
، وإن غدا بأصحابه وأتباعه فباهلوه[٢].
قال أبان : حدثني الحسن بن دينار ، عن
الحسن البصري قال : غدا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
آخذاً بيد الحسن والحسين ، تتبعه فاطمة عليهمالسلام
، وبين يديه عليّ عليهالسلام
، وغدا العاقب والسيّد بابنين على أحدهما درّتان كأنّهما بيضتا حمام ، فحفّوا بأبي
حارثة ، فقال أبو حارثة : من هؤلاء معه؟
قالوا : هذا ابن عمّه زوج ابنته ، وهذان
ابنا ابنته ، وهذه بنته أعزّ الناس عليه وأقربهم إلى قلبه.
وتقدّم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فجثا على ركبتيه ، فقال أبو حارثة : جثا
والله كما جثا الأنبياء للمباهلة. فكع ولم يقدم على المباهلة ، فقال له السيّد : ادن
يا أبا حارثة للمباهلة ، فقال : لا ، إنّي لاَرى رجلاً جريئاً على المباهلة ، وأنا
أخاف أن يكون صادقاً فلا يحول والله علينا الحول وفي الدينا نصرانيّ يطعم الماء.
قال : وكان نزل العذاب من السماء لو
باهلوه.
فقالوا : يا أبا القاسم ، إنّا لا
نباهلك ، ولكن نصالحك. فصالحهم