قال : فقدموا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقت العصر وفي لباسهم الديباج وثياب
الحبرة على هيئة لم يقدم بها أحد من العرب ، فقال أبو بكر : بأبي أنت واُمّي يا
رسول الله لو لبست حلّتك التي أهداها لك قيصر فرأوك فيها.
قال : ثمّ أتوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فسلّموا عليه فلم يردّ عليهمالسلام ولم يكلّمهم ، فانطلقوا يتتبّعون عثمان
بن عفّان وعبد الرحمن بن عوف ـ وكانا معرفة لهم ـ فوجدوهما في مجلس من المهاجرين ،
فقالوا : إنّ نبيّكم كتب إلينا بكتاب فأقبلنا مجيبين له ، فأتيناه فسلّمنا عليه
فلم يردّ سلامنا ولم يكلّمنا ، فما الرأي؟
فقالا لعليّ بن أبي طالب : ما ترى يا
أبا الحسن في هؤلاء القوم؟
قال : «أرى أن يضعوا حللهم هذه
وخواتيمهم ثمّ يعودون إليه».
ففعلوا ذلك فسلّموا فردّ عليهم سلامهم ،
ثمّ قال : «والذي بعثني بالحقّ ، لقد أتوني المرّة الاُولى وأنّ إبليس لمعهم». ثمّ
سائلوه ودارسوه يومهم ، وقال الاُسقف : ما تقول في السيّد المسيح يا محمّد؟
قال : «هو عبد الله ورسوله».
قال : بل كذا وكذا ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : بل هو كذا وكذا ، فترادّا ، فنزل على
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من صدر سورة
آل
[١] الوظين : بطان
منسوج بعضه على بعض ، يشد به الرجل على البعير ، كالحزام للسرج. أرادأنه سريع
الحركة ، يصفه بالخفة وقلة الثبات كالحزام إذا كان رخواً ، أو أراد أنها هزلت
ودقتللسير عليها. «انظر : النهاية ٥ : ١٩٩».
اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 256