اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 244
وقال محمّد بن إسحاق : استخلف عتّاب بن
اُسيد وخلّف معه معاذاً يفقه الناس في الدين ويعلّمهم القرآن ، وحجّ بالناس في تلك
السنة وهي سنة ثمان عتّاب بن اُسيد ، وأقام صلىاللهعليهوآلهوسلم
بالمدينة ما بين ذي الحجة إلى رجب[١].
ثمّ كانت غزوة تبوك : تهيّأ
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في رجب لغزو
الرُوم ، وكتب إلى قبائل العرب ممّن قد دخل في الاِسلام وبعث إليهم الرسل يرغّبهم
في الجهاد والغزو ، وكتب إلى تميم وغطفان وطيّ ، وبعث إلى عتّاب بن اُسيد عامله
على مكّة يستنفرهم لغزو الروم.
فلمّا تهيّأ للخروج قام خطبياً فحمد
الله وأثنى عليه ورغّب في المواساة وتقوية الضعيف والإنفاق ، فكان أوّل من أنفق
فيها عثمان بن عفّان جاء بأواني من فضّة فصبّها في حجر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فجهّز ناساً من أهل الضعف ، وهو الذي
يقال إنّه جهّز جيش العسرة.
وقدم العبّاس على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأنفق نفقة حسنة وجهّز ، وسارع فيها
الأنصار ، وأنفق عبد الرحمن والزبير وطلحة ، وأنفق ناس من المنافقين رياءً وسمعة ،
فنزل القرآن بذلك.
وضرب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عسكره فوق ثنيّة الوداع بمن تبعه من
المهاجرين وقبائل العرب وبني كنانة وأهل تهامة ومزينة وجهينة وطيّ وتميم ، واستعمل
على المدينة عليّاً عليهالسلام
وقال له : «إنّه لابدّ للمدينة منّي أو منك».
واستعمل الزبير على راية المهاجرين ، وطلحة
بن عبيدالله على