اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 227
الجاهليّة فإنّه
موضوع تحت قدمي ، إلاّ سدانة الكعبة وسقاية الحاج فإنّهما مردوتان إلى أهليهما ، ألا
إنّ مكّة محرّمة بتحريم الله ، لم تحلّ لاَحد كان قبلي ولم تحلّ لي إلاّ ساعة من
نهار ، فهي محرّمة إلى أن تقوم الساعة ، لا يختلي خلاها ، ولا يقطع شجرها ، ولا
ينفر صيدها ، ولا تحلّ لقطتها إلاّ لمنشد.
ثمّ قال : ألا لبئس جيران النبيّ كنتم ،
لقد كذبتم وطردتم ، وأخرجتم وفللتم ، ثمّ ما رضيتم حتّى جئتموني في بلادي
تقاتلونني ، فاذهبوا فأنتم الطلقاء.
فخرج القوم كأنّما انشروا من القبور ، ودخلوا
في الاِسلام.
قال : ودخل رسول الله صلّى عليه وآله
وسلّم مكّة بغير إحرام وعليهم السلاح ، ودخل البيت لم يدخله في حجّ ولا عمرة.
ودخل وقت الظهر فأمر بلال فصعد على
الكعبة وأذّن ، فقال عكرمة : والله إن كنت لاَكره أن أسمع صوت ابن رباح ينهق على
الكعبة ، وقال خالد بن أسيد : الحمد لله الذي أكرم أبا عتّاب من هذا اليوم من أن
يرى ابن رباح قائماً على الكعبة ، قال سهيل : هي كعبة الله وهو يرى ولو شاء لغيّر
ـ قال : وكان أقصدهم ـ وقال أبو سفيان : أمّا أنا فلا أقول شيئاً ، والله لو نطقت
لظننت أنّ هذه الجدر تخبر به محمّداً.
وبعث صلوات الله عليه وآله إليهم
فأخبرهم بما قالوا ، فقال عتّاب : قد والله قلنا يا رسول الله ذلك فنستغفر الله
ونتوب إليه ، فأسلم وحسن إسلامه وولاّه رسول الله مكّة.
قال : وكان فتح مكّة لثلاث عشرة خلت من
شهر رمضان ، واستشهد
اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 227